بدأت بالسمك.. هل تنجح حملة مقاطعة المستغلين في مصر مثلما أوجعت الصهيونيين؟
عادت في مصر شعارات ومنشورات مقاطعة السلع والمنتجات التى يُغالي التجار في أسعارها، بعدما لاحظ المواطنون ارتفاعا مبالغا فيه، مستمرا لعدد من المنتجات والسلع، للدرجة التى أعلن مواطنوا محافظات ساحلية شهيرة بصيد وانتاج الأسماك مقاطعة شراءه في حملة تحت شعار «خليها تعفن».
بدأت حملة مقاطعة شراء الأسماك من التجار في بورسعيد، بعد دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، نفذها المواطنون على أرض الواقع خلال يومين من عمر الدعوة التى تنوي الاستمار لمدة أسبوع.
وعلى خطى بورسعيد، أعلنت عدد من الصفحات الشعبية في عدة محافظات أخرى نيتها البدء في تنفيذ الحملة التي تستهدف محاربة جشع التجار، كدمياط وكفر الشيخ والبحيرة والإسكندرية، وهي المحافظات التي تعتبر مركزا لتوزيع الأسماك على مستوى الجمهورية، نظرا لتمدد سواحلها وانتشار مزراع انتاج الأسماك بها، وهو ما كان غريبا على المواطنين القاطنين بتلك المحافظات أن يعانوا من ارتفاع سلعة رئيسية منشرة بين أرجاءها.
وشهدت أسعار عدد من السلع والمنتجات ارتفاعا كبيرا، خاصة خلال شهر رمضان 2024، كان من بينها الأسماك، حيث تخطى سعر كيلو السمك البطلي وهو النوع الشعبي الأكثر استهلاكا وانتاجا في مصر 130 جنيها، والنوع البوري وصل سعره 250 جنيها مع اختلاف بسيط في فارق الأسعار بين مناطق وأخرى، في حين وصل سعر كيلو الجمبري في بورسعيد إلي ألف جنيه.
هذه المرة ليست ضد شركات أمريكية أو صهيونية.. هل تنجح حملة المقاطعة؟
الحملة الشعبية المطالبة بمقاطعة الأسماك ربما تطال منتجات أخرى، والتي ارتفعت أسعارها بشكل غير منطقي وفق آراء رواد التواصل الاجتماعي، آخرها زيادة مستمرة ومتتالية في أسعار السجائر المحلية والأجنبية.
ويحاول الداعون لحملة المقاطعة استغلال نجاح الحملة الشعبية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لآلة الحرب الصـ هيـ ونية التى ترتكب المجاز في حق الأطفال والشيوخ والنساء في غـ .زة، والتى حققت نجاحا كبيرا في مصر.
مقاطعة المنتجات الصـ هيـ ونية أفادت الصناعة المحلية في مصر، وظهرت شعارات تدعم التصنيع المحلي، وبحث المواطنون عن المنتج المحلي بديلا للمستور الداعم للاحتلال الإسرائيلي، وعلى سبيل المثال شركة سبيروسباتس التى غابت عن الساحة عقودا من الزمان واستدعاها المصريون لمواجهة منتجات الشركات العالمية المعروفة في مجال المياه الغازية.
وذكرت تقارير إعلامية، أن الحملة خلال يومين فقط أسفرت عن خفض الأسعار بنسبة كبيرة، من 180 جنيها في الكيلو ليهبط إلي 120 جنيها ولقرابة الـ100 جنيه وذلك في نوع البلطي فقط.
كيف بدأت حملة مقاطعة الأسماك؟
حملة مقاطعة الأسماك بدأت في بورسعيد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي الشهيرة، وتفاعل معها المواطنون وأغلقت عدد من محال وأفران الأسماك أبوابها مما أدى إلى انخفاض نسب المبيعات، وأثر بالتراجع في أسعارها.
حتي أن على الجانب الرسمي، أعلن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، عن تضامنه مع أهالي المحافظة في حملة مقاطعة الأسماك، حرصًا على المواطن البسيط واستجابة لمطالب الأهالي بالمقاطعة حتى انخفاض أسعارها.
وقال الإعلامي أحمد موسى إن هناك تجار تشتري السمك بـ70 جنيها وتبيعه بـ200 جنيه، مؤكدا نجاح الحملة في بورسعيد: «سوق السمك خالي من حركة الشراء تماما».
وتعليقا على شعار «خليها تعفن» قال: بعض أنواع السمك لا تصلح للتخزين أو تحويلها (فسيخ)، وما يقوم به الأهالي يعد وعيا حقيقيا وجدعنة من المواطنين لمواجهة الاحتكار، والتراجع في البيع وصل في بعض الأنواع لـ80% من سعرها.
دعوة الرئيس للمقاطعة
وتستند حملات المقاطعة في مصر، لما دعا له الرئيس السيسي في كلمته خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية، والتي قال فيها تعليقا على غلاء الأسعار: «الموضوع بسيط، الحاجة اللي تغلى متشتروهاش»، مضيفًا: «التاجر لو لقى الناس مشترتش هينزل الأسعار».
هل نجحت حملة مقاطعة منتجات الشركات الأمريكية والإسرائيلية؟
وفي ضغط شعبي عربي محاولة لدعم الفلسطينيين ووقف آلة إرقاة الدماء في غزة، تضامن المصريون مع حملات مقاطعة المنتجات الإسـ رائيلية والأمريكية منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في الـ7 من أكتوبر 2023، وحققت رواجا كبيرا في العديد من الدول العربية ومنها مصر.
وقال رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» في مصر، محمود العسقلاني في تصريح له، إن «المقاطعة سلاح مهم، وستكون مجدية جداً، وأنه لا خوف على العمالة المصرية أو الاقتصاد المصري من هذا الأمر»، وفق تقديره وذلك بعد أن حاولت تلك الشركات التلويح بتسريح العمال المصريين بعد خسائرها عبر منشورات غير رسمية متداولة من صفحات تمولها.
هل تُنتج مصر ما يكفيها من الأسماك؟
ويبلغ إجمالي الإنتاج السنوي في مصر من الأسماك 2 مليون طن بنسبة اكتفاء ذاتى تصل إلى حوالى 85 %، حيث تحتل مصر المركز الأول أفريقياً والسادس عالمياً فى الاستزراع السمكي، وتحتل أيضاً المركز الثالث فى إنتاج البلطي، وفقا لتصريحات سابقة لوزير الزراعة السيد القصير.
وفي تقرير لوزارة الزراعة عن حجم انتشار المزارع السمكية في مصر لتوفير بديل اللحوم الحمراء التي ارتفع سعرها ولا يقدر عليها الغالبية، قررت الوزارة المعنية بانتاج الأسماك إنشاء العديد من مفرخات زريعة الأسماك البحرية والجمبري مع منع إجراءات صيد الزريعة من البواغيز لزيادة الثروة السمكية فى البحيرات، ومنها: مفرخ الكيلو 21 بالأسكندرية، أشتوم الجميل ببورسعيد ، المحاريات بالأسماعيلية، وجارى أيضاً تدعيم وتطوير مفرخات: جرف حسين ، توشكي، صحارى، ابو سمبل، لإنتاج من 80 إلى 100 مليون زريعة أسماك مياه عذبة لتغذية بحيرة السد العالي لزيادة إنتاجيتها وزيادة إنتاجية باقي مفرخات المياه العذبة لتوفير الزريعه المطلوبة لنهر النيل وفروعه لتدعيم دخول صغار الصيادين ورفع مستواهم المعيشى.
كما تمت الموافقة على طرح 21 منطقة بحرية: 9 منطقة بالبحر الأحمر،12 منطقة بالبحرالمتوسط، مع إنشاء مناطق لوجيستية على الساحل بمساحة لا تقل عن (1) كم لإنشاء الأقفاص البحرية، وقد تم وضع هذه المواقع على الخريطة الإستثمارية للهيئة العامة للإستثمار والمناطق الحرة وذلك لطرحها للمستثمرين و تم أيضاً تنفيذ مشروعات عملاقة في الثروة السمكية: بركة غليون، الفيروز، وقناة السويس، كما تم إطلاق المشروع القومي لتنمية البحيرات: المنزلة، البرلس، ادكو، والبردويل، وازالة التعديات عليها والتوسع في المشروعات المرتبطة بالثروة السمكية و المفرخات وغيرها.
آخر سعر في بورصة الأسماك
واصلت أسعار الأسماك اليوم الإثنين 22 أبرايل 2024، وفقا لقائمة أسعار الجملة -تختلف عن سعر البيع للمواطنين- في سوق العبور أكبر أسواق الجملة في مصر
سجل سعر كيلو السمك البلطي1 بين 63 و67 جنيهاـ كما سجل سعر كيلو السمك البلطي 2 مابين 58 و62جنيهًا، وسجل سعر كيلو البلطي الأسواني ما بين 30 جنيها و70 جنيهًا.
كما سجل سعر كيلو الفلية البلطي 50 إلى 250 جنيها، وسعر كيلو المكرونة السويسي من 80 إلى 140جنيهًا، وسعر كيلو سبيط كاليماري من 190الى 410جنيهات.
وسجل سعر كيلو الجمبري1من 450 إلي 510 جنيهات، وتراوح سعر كيلو البوري1 بين 100 إلى 150جنيها، وكيلو ماكريل مجمدمن 100الى 140 جنيهاً، وكيلو السردين المجمد 50 إلى 90 جنيهاً.
وبمقارنة سعر البيع للمواطنين وسعر الجملة المتداول في بورصة الأسماك بسوق العبور أكبر سوق للجملة في مصر، نجد فارقا واسعا بين السعر عند أول تاجر وبين آخر سعر يصل إلي المستهلك، وهو ما يبرر حملة المقاطعة المناهضة لجشع التجار.