مضمون عالمي

بايدن في السعودية.. أهداف الزيارة وتفاصيل توقيع 18 اتفاقية

أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية تأتي بهدف عقد لقاءات مع قادتها، مشيرا إلى أهمية المملكة كأحد أهم حلفاء أمريكا في المنطقة والعالم.

وقال الجبير – في تصريحات أوردتها قناة (الإخبارية) السعودية – “إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تواجهان تحديات تستدعي العمل معا لمجابهتها”، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلم أن القضية في الطاقة لا تتعلق بالعرض والطلب وإنما بتوازن السوق.

وأوضح أن ارتفاع أسعار الوقود الذي شهدناه مؤخرا سببه عوامل جيوسياسية أكثر من ارتباطه بـ “الإمدادات”، مؤكدا حرص السعودية على الحفاظ على الاستقرار في الأسواق.

وأشار إلى أن مشكلة الوقود في الولايات المتحدة هي نتيجة نقص القدرة على التكرير أكثر من نقص النفط الخام، منوها إلى أن السعودية زادت من إنتاجها النفطي خلال العام الماضي بشكل كبير وفقا لمتطلبات السوق.

ولفت إلى أن المملكة والولايات المتحدة تواجهان تحديات مشتركة وتحتاجان للعمل معا للتغلب عليها، مضيفا أن “هناك العديد من الفرص المتاحة للبلدين اللذين يسعيان للاستفادة منها”.

بايدن في السعودية يستقبله ولي العهد
بايدن في السعودية يستقبله ولي العهد

 18 اتفاقية تعاون في المجالات المختلفة

ووقع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في المملكة العربية السعودية، مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش الزيارة الحالية للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة.

تأتي تلك الاتفاقيات في ضوء ما توفره (رؤية المملكة 2030) بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.

ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأمريكية الرائدة، مثل شركة بوينج لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأمريكية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.

كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، اتفاقية (أرتميس) لاستكشاف القمر والمريخ مع وكالة (ناسا)، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.

ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاه على مدى خمس سنوات ضمن 8 مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز محوري للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

كما وقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأمريكية (NTIA)، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيلين الخامس والسادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.

ووقع البلدان، اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما وقعت وزارتا الصحة السعودية والأمريكية مذكرة تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة، والعلوم الطبية والبحوث، تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات القائمة في مجالات الصحة العامة بين الأفراد والمنظمات والمؤسسات، وتوحيد الجهود لمواجهة قضايا الصحة العامة والتحديات الطبية والعلمية والبحثية، وتبادل المعلومات والخبراء والأكاديميين، إضافة إلى التدريب المشترك للعاملين في المجالات الصحية والطبية، والتطبيق السليم لنظم المعلومات الصحية، والبحث والتطوير والابتكار الصحي.

عمق العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة

ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لـ”هيئة تنمية الصادرات السعودية” (الصادرات السعودية) المهندس عبدالرحمن الذكير عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي رسختها الشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلين بين البلدين منذ عام 1945، واستمرت وتطورت على مر السنين، وتميزت دائما بالتنسيق المستمر وبذل الجهود المشتركة لزيادة التعاون وتفعيل المبادلات التجارية وزيادة الاستثمارات المتبادلة في مختلف المجالات.

وقال الذكير – في كلمته بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية – “إن حجم صادرات المملكة غير النفطية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بلغ في الأعوام الخمسة الماضية من 2016-2021 حوالي 43 مليار ريال شهدت نموا تصاعديا على مدار هذه الأعوام لتصل إلى حوالي 11 مليار ريال في عام 2021 مقارنة بالأعوام السابقة”.

وأضاف “ومن أهم هذه الصادرات خلال عام 2021 البتروكيماويات التي بلغت 5 مليارات ريال، ومواد البناء 1.7 مليار ريال، إضافة إلى الآلات الثقيلة والإلكترونيات التي بلغت 1.2 مليار ريال، كما شهدت صادرات المملكة غير النفطية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا بنسبة 10% خلال الربع الأول من العام الحالي 2022 مقارنة بذات الفترة من العام السابق بإجمالي بلغ 3.1 مليار ريال سعودي”.

وأشار إلى أن “رؤية المملكة 2030” جاءت لتعطي دفعا جديدا لهذه العلاقة الاقتصادية المميزة مع أمريكا، والتي من شأنها تعزيز مستهدفات الرؤية في تنويع مصادر الدخل الوطني عبر زيادة حصة القطاعات غير النفطية، وتعزيز الصادرات غير النفطية. وقد أسهمت الرؤية في فتح مجالات عدة لاستثمارات أمريكية عملاقة، لا سيما في قطاعات البتروكيماويات، التعدين، الطاقة المتجددة، السياحة، صناعة الأدوية والخدمات المالية.

وأكد الذكير أهمية “هيئة تنمية الصادرات السعودية” والدور المناط بها كهيئة تعنى بزيادة الصادرات السعودية غير النفطية والانفتاح على الأسواق العالمية، وهي توظف كل إمكاناتها وجهودها للإسهام في رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي قيمة الناتج المحلي غير النفطي، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، وتتخذ في سبيل ذلك العديد من الإجراءات والمبادرات والتسهيلات التي من شأنها جعل المنتج السعودي منافسا قويا في الأسواق العالمية والإقليمية وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة ومختلف الدول الصديقة، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، وتقدم الدعم والحوافز للمصدرين مثل إطلاقها لبرنامج تحفيز الصادرات السعودية لتشجيع الشركات السعودية على دخول أسواق التصدير والتوسع فيها، والترويج للمصدرين ومنتجاتهم وتشجيع وصولها إلى الأسواق الأمريكية، من خلال تنظيم معارض متخصصة أو المشاركة فيها، بما يعكس مكانة المنتج السعودي.

بايدن في السعودية
بايدن في السعودية

صنع في السعودية

وفي شأنٍ متصل.. نوه الذكير بأهمية برنامج “صنع في السعودية”، أحد برامج الهيئة، والمنبثق من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، أحد أكبر برامج رؤية المملكة 2030 التنموية، والذي تسعى الهيئة من خلاله لتبني رؤية طموحة تتمثل في جعل المنتجات والخدمات الوطنية الخيار المفضل في الأسواق المحلية والدولية، خصوصا الأسواق الأمريكية، والذي يضم اليوم أكثر من 50 شريكا استراتيجيا من القطاعين العام والخاص، وأكثر من 1400 شركة سعودية مسجلة بالإضافة لأكثر من 6000 منتج مسجل يحمل هوية “صناعة سعودية”.

وختم الذكير كلمته بالتأكيد على استمرار الجهود في دفع هذه العلاقات التجارية الاستراتيجية إلى الأمام، وتوسيعها وتنويعها إلى مجالات تجارية واستثمارية ومعرفية جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى