تحليل مضمون

مرض غامض وأعراض متشابهة.. ماذا يحدث في أسوان؟

ماذا يحدث في أسوان؟ سؤال يشغل بال كثيرون، بعد استغاثة عدد كبير من أهالي أسوان من انتشار مرض غامض تسبب في وفاة 6 أشخاص وإصابة العشرات من المواطنين بأعراض متشابهة، ما دفع عدد كبير منهم للإشارة إلي تلوث مياه الشرب، وكذلك لانتشار وباء الكوليرا في السودان البلد المجاور للحدود المصرية الجنوبية.

وتدخلت الحكومة المصرية لبحث أسباب وتفاصيل المرض الغامض في أسوان والذي يصيب الجهاز الهضمي للإنسان، ومعرفة ماذا يحدث في أسوان، وذلك بتكليف مباشرة من رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي لوزارة الصحة.

ورصدت السلطات حالات إعياء ونزلات معوية بمناطق أبو الريش ودراو بأسوان، وكذلك حالات أخرى مصابة بغثيان وقيء.

وتحركت فرق طبية إلى المستشفيات ومحطات المياه للوقوف على الأسباب الحقيقية وفحص العينات، كما قررت السلطات شن حملات على المطاعم والأسواق لمتابعة جودة وصلاحية الأطعمة والمشروبات.

الصحة تتدخل لمعرفة الأسباب

 

وعلقت وزارة الصحة على الأعراض الجماعية المنتشرة لمرض بأسوان أرجعه البعض لتغيرات بكترية في مياه الشرب، حيث أصيب عدد من المواطنين بأعراض متشابهة بالجهاز الهضمي.

كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، تفاصيل الحالات المصابة بأعراض الغثيان وأعراض الجهاز الهضمي في محافظة أسوان، قائلًا: «هناك تحسن في الحالات المصابة بأعراض الجهاز الهضمي، نتيجة لجهود وزارة الصحة في التعامل مع هذه الحالات».

وأضاف «عبدالغفار»، خلال مداخلة بقناة «إكسترا نيوز»، أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء وجه كل الأجهزة المعنية بقيادة اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، للوصول إلى المسبب الأساسي لهذه الأعراض، والتعامل مع المرضى بشكل مناسب لتقديم الخدمة العلاجية.

وقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، نصائح للمواطنين للوقاية من الإصابة بأعراض الجهاز الهضمي، عن طريق غسل الأيدي قبل وبعد الأكل، طهي الطعام جيدًا، غسل الفواكه والخضراوات والحرص على نظافة المأكولات، عدم تناول أطعمة من الباعة الجائلين، الحصول على الطعام من مصادر آمنة.

وتابع: «لازال الفريق المركزي يعمل بشكل دقيق وعلمي للوصول إلى الأسباب الرئيسة لانتشار هذه الأعراض في الأيام الماضية، ولا يوجد تغيرات ميكرويبولوجية في مياه الشرب بأسوان، والمؤشرات الأولية لفحص العينات تؤكد عدم وجود تغيرات مرتبطة بوجود أي باكتيريا معينة في المياه أو في عينات الأطعمة التي تم أخذها من الباعة الجائلين».

جولات ميدانية من وزارة الصحة

 

وتلقى الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، تقريرًا مفصلاً حول الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بمحافظة أسوان، على خلفية ما رُصد من تردد حالات مصابة بأعراض نزلات معوية على مستشفيات المحافظة.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن التقرير أشار إلى قيام الفريق المركزي من قطاع الطب الوقائي، الذي وجه الوزير بإرساله إلى أسوان برئاسة الدكتور عمرو قنديل نائب الوزير، بالمرور على المستشفى الجامعي ومستشفى المسلة، ومستشفى الصداقة، ومستشفى دراو المركزي، حيث تم مناظرة المرضى المحجوزين بالمستشفيات، ومتابعة الخدمة الطبية المقدمة لهم، والاطمئنان على حالتهم الصحية.

وأضاف عبدالغفار أن التقرير أشار أيضا إلى المرور على بعض المنازل في بعض القرى بإدارة دراو، وتم مقابلة الأهالي والتحدث معهم للوقوف على الوضع الحالي بهذه المناطق، وكذلك تقديم التوعية اللازمة لهم، كما تم التحدث مع بعض المواطنين بعد صلاة الجمعة بإحدى المساجد، لشرح الوضع الصحي وطمأنتهم.

حملات للتطمين الأهالي في أسوان
حملات للتطمين الأهالي في أسوان

ولفت إلى أنه تم عقد ورشة عمل افتراضية للأطباء رؤساء الأقسام بالمستشفيات بالتدريب على بروتوكول التشخيص والعلاج والحجز والإحالة لحالات النزلات المعوية، وقد قام بالتدريب، الدكتور شريف وديع مستشار الوزير لشؤون الطوارىء والرعايات المركزة، ومن المقرر تنفيذ اجتماع لرفع وعي أطباء وحدات الرعاية الأولية التابعة لهيئة الرعاية الصحية تجاه التعامل مع حالات النزلات المعوية.

كما تم عقد اجتماع للفريق المركزي مع اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان بحضور الدكتور عمرو قنديل نائب الوزير، ومديري المستشفيات التي تقدم الخدمة، لاستعراض جهود الوزارة والوقوف على الوضع الصحي للحالات المصابة.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الوزير وجه بتكثيف التوعية بطرق الوقاية من الإصابة بالنزلات المعوية، والحفاظ على النظافة الشخصية والنظافة العامة، كما وجه بضرورة تأكد مديري المستشفيات من توافر الاحتياجات المطلوبة من مستلزمات وأدوية.

 

ماذا يحدث في أسوان
ماذا يحدث في أسوان

ما علاقة الكوليرا في السودان بالمرض الغامض في أسوان؟

 

وربط عدد من المواطنين في مصر بين انتشار وباء الكوليرا في السواء وبين ما يحدث في أسوان، حيث أعلنت وزارة الصحة السودانية، الخميس الماضي، ارتفاع الإصابات بوباء  إلى أكثر من 11 ألف حالة بينها 348 وفاة منذ أغسطس/ آب الماضي، ورصد وفاتين بحمى الضنك.

وقالت “الصحة السودانية في بيانها عبر حسابها الرسمي في “فيسبوك”، إنها سجلت 399 إصابة جديدة بوباء الكوليرا في 6 ولايات هي كسلا والقضارف والبحر الأحمر (شرق)، ونهر النيل (شمال)، وسنار والنيل الأبيض (جنوب).

وأضافت: “بهذا، يرتفع عدد الإصابات إلى 11 ألفا و79 إصابة بينها 348 حالة وفاة، في 9 ولايات من أصل 18 منذ أغسطس الماضي”.

كما أعلنت الصحة السودانية رصد 232 حالة اشتباه بمرض “حمى الضنك” في 5 ولايات من أصل 18، بينها وفاتان بولاية البحر الأحمر.

و ارتفعت حالات الإصابات بمرض الكوليرا في عشر ولايات سودانية لأكثر من عشرة آلاف، في ظل توقف خدمات الصحة في عدد من الولايات، بينما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من أن نحو 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا، وأمراض مميتة أخرى في السودان.

وكشف تقرير الوضع الوبائي للكوليرا، الذي استعرضه مركز عمليات الطوارئ خلال اجتماعه الراتب عن تسجيل (271) إصابة جديدة، أول من أمس، من (4) ولايات، وبينها (3) حالات وفاة، بواقع (137) إصابة بنهر النيل، ومنها حالة وفاة واحدة، كسلا (91) إصابة ودون حالات وفاة، القضارف (39) إصابة، ومنها حالتا وفاة، ومن سنار (4) إصابات، ليرتفع عدد الإصابات من (10) ولايات (50 محلية)، إلى (10022) إصابة، ومنها (328) حالة وفاة.

وفي شمال السودان، أفادت وزارة الصحة بولاية نهر النيل بتسجيل 199 إصابة جديدة بمرض الكوليرا. يأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث تسعى السلطات الصحية لمكافحة انتشار هذا الوباء.

 

مريض

 

و قال ممثل اليونيسيف في السودان شيلدون ييت، إن اليونيسيف نفذت استجابة متعددة بالشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية، ومنظمة الصحة العالمية للسيطرة على تفشي وباء الكوليرا في الولايات المتضررة، والحد من انتشار المرض «نحن في سباق مع الزمن، مع هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، يمكن أن تنتشر الأمراض بسرعة أكبر، وتؤدي إلى تفاقم التوقعات الصحية بالنسبة للأطفال في الولايات المتضررة وخارجها».

وأضاف «تنبع الأزمات من الانخفاض الكبير في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة نتيجة للصراع المستمر، كما أن تدهور الوضع الغذائي للعديد من الأطفال في السودان يعرض الأطفال لخطر أكبر».

 

Back to top button