عقد التوريد ينتهى في ديسمبر.. كيف تواجه أوروبا أيام الشتاء القادم بدون غاز روسيا؟

مع نهاية ديسمبر 2024، ينتهي عقد نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، ما يضع المشترين الأوروبيين أمام تساؤل حول كيفية مواجهة أيام الشتاء القارصة.

ويبدو أن هذه الأزمة ستدفع الاتحاد الأوروبي للضغط على أوكرانيا لتجديد عقدها مع روسيا، أو يتم البحث عن طريق بديل لنقل الغاز الروسي إلى دول أوروبا.

كيف يصل الغاز الروسي إلى أوروبا؟

أعلنت أوكرانيا عدم تمديد اتفاق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وذلك في إطار الضغط على روسيا التي تستمر في حربها ضد أوكرانيا والتوغل داخل الأراضي الأوكرانية.

وقد ردت موسكو بأن ذلك سيضر بشكل خطير بمصالح المستهلكين الأوروبيين.

مساران للغاز الروسي

هناك مساران لوصول الغاز الروسي إلى أوروبا في الوقت الراهن، الأول يتم من خلال أوكرانيا ثم إلى سلوفاكيا.

والمسار الثاني عبر خط تُرك ستريم، الذي يمر من تحت البحر الأسود إلى أراضي تركيا، ثم إلى بلغاريا وصربيا والمجر.

غاز أذربيجان

ووفقا لشبكة رؤية الإخبارية تراهن أوروبا على غاز أذربيجان، ما دفع رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، على عقد صفقات لاستيراد الغاز منها، وفي عام 2022، أبرمت بروكسل وباكو اتفاقًا لزيادة صادرات الغاز السنوية إلى 20 مليار متر مكعب، بحلول عام 2027.

لكن جزء كبير من خطوط الغاز الأذربيجانية مملوكة لشركة “لوك أويل” الروسية، كما أن أذربيجان أعلنت أنها توصلت لاتفاق لتصدير غازها إلى أوروبا عبر أوكرانيا، ما يعني حاجتها للأراضي الروسية للوصول إلى أوكرانيا، لعدم وجود حدود مشتركة معها.

هذا يعني أن الأمر سيشبه لعبة المقايضة التي تجيدها إيران في ظل العقوبات الغربية، بحيث يتم تصدير الغاز الروسي في صورة الغاز الأذربيجاني.

خط أنابيب الغاز باكو تبيليسي أرضرومخط أنابيب الغاز باكو – تبيليسي- أرضروم

الوصول إلى تركيا

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأربعاء 28 أغسطس: “هناك طرق بديلة، وخطط منها إنشاء مركز غاز في تركيا، والعمل جار بهذا الشأن”.

وهذا يعني أن أن تستجيب موسكو لرغبة أنقرة بإنشاء مركز للغاز في تركيا لتصديره إلى أوروبا، وزيادة ضخ الغاز الروسي عن طريق خط “ترك ستريم”، أو عن طريق إشراك أذربيجان في لعبة مقايضة ومشاركة بوصول الغاز الأذربيجاني إلى تركيا بالمسار التقليدي (باكو – تبيليسي- أرضروم).

ممر زنكزور يهدد الاستقرار بجنوب القوقاز

هناك ممر آخر، عن طريق فتح مسار جديد، يقطع الحدود الجنوبية لأذربيجان مارًا عبر أرمينيا وصولًا إلى إقليم ناخيتشيفان الذاتي الحكم والمنصل جغرافيًا عن أذربيجان، ثم الوصول إلى أراضي تركيا.

وهذا الطريق يمكن أن يصنع أزمة مع إيران، في ظل معارضتها لخطط عزلها عن حدودها الشمالية من خلال فتح ممر زنكزور الذي سيوحد أراضي أذربيجان، ويقطع أرمينيا عن الحدود المشتركة مع إيران.