شلل الأطفال قد ينتشر في الشرق الأوسط إذا فشلت محادثات الهدنة في غزة
سلطت صحيفة تليجراف البريطانية، الضوء على تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن الشرق الأوسط قد يعاني من تفشي شلل الأطفال على نطاق واسع ما لم يؤد تحقيق تقدم في محادثات الهدنة المتوقفة إلى فتح المجال لحملة تطعيم في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة ـــ في تقرير إخباري لها، اليوم السبت ـــ إن غزة أبلغت عن أول حالة إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عامًا الأسبوع الماضي؛ ما دفع مسؤولي الصحة إلى وضع خطط لحملة تطعيم جماعية كان من المفترض أن تبدأ في نهاية الأسبوع الماضي قبل أن تفشل بسبب استمرار القتال في المنطقة الساحلية.
صفقة وقف إطلاق النار
وتابعت الصحيفة أن صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين لدى حركة حماس، يبدو أنها تعثرت وسط خلافات حول الوجود المستقبلي للجيش الإسرائيلي في ممرين يمران عبر غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، منوهة بأن هناك مخاوف من أن التأخير غير المباشر لحملة التطعيم قد يكون مكلفًا.
وأكدت الصحيفة خطورة مرض شلل الأطفال خاصة وأنه شديد العدوى وينتقل بشكل رئيسي من خلال ملامسة البراز الملوث أو قطرات السعال أو العطس لشخص مصاب كما يمكن أن يسبب صعوبات في التنفس والشلل، وعادة في الساقين وأن الأطفال الصغار معرضون للخطر بشكل خاص ويمكن أن يكون مميتًا.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور حامد جعفري، مدير برنامج القضاء على شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر المتوسط قوله إن:”خطر انتشار هذا الفيروس إلى إسرائيل والضفة الغربية والدول المحيطة مرتفع للغاية، نحتاج إلى التحرك سريعا”.
وحذر الدكتور جعفري ن أن المزيد من الحالات قد تتبع ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، قائلا :” لقد تأخرنا بالفعل في هذا الأمر، لذا نحتاج إلى البدء في التطعيم في أقرب وقت ممكن، لأن المزيد من الأطفال سيصابون بالشلل في غزة”.
كما نقلت عن رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس قوله، :”أشعر بالقلق من تأكيد إصابة طفل غير ملقح يبلغ من العمر 10 أشهر من دير البلح بغزة بشلل الأطفال – وهي الحالة الأولى في غزة منذ 25 عامًا،أن الطفل أصيب بالشلل في أسفل الساق اليسرى”.
وأضاف الدكتور تيدروس: “نظرًا لارتفاع خطر انتشار فيروس شلل الأطفال في غزة والمنطقة، تعمل وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة/اليونيسيف/، على تنفيذ جولتين من التطعيم ضد شلل الأطفال في الأسابيع المقبلة لوقف انتقال المرض”.
خطة التطعيم محفوفة بالصعوبات
ورأت الصحيفة أنه مع ذلك، فإن خطة التطعيم التي وضعتها منظمة الصحة العالمية محفوفة بالصعوبات، وتحمل مخاطر خاصة بها، موضحة أنه في حين أن فيروس شلل الأطفال البري لا يوجد الآن إلا في أفغانستان وباكستان، فإن السلالة التي تم اكتشافها في غزة مشتقة من اللقاح – وهو متغير يمكن أن يظهر في المناطق التي تكون فيها معدلات التطعيم منخفضة.
وتابعت الصحيفة أنه لكي يكون لقاح شلل الأطفال الفموي فعالاً، يتعين على حملة التطعيم تحقيق مستويات عالية للغاية من التغطية ولهذا تستهدف منظمة الصحة العالمية 95 في المائة على الأقل.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة واليونيسيف يتطلعا إلى تطعيم أكثر من 600 ألف طفل في جولتين، الأولى في نهاية أغسطس الجاري ثم مرة أخرى في سبتمبر المقبل وبالفعل أطلقت المنظمة 1.6 مليون جرعة من اللقاح ليتم توزيعها في غزة.
لكن الدكتور جعفري قال إن هذا سيكون “صعبا للغاية” بدون وقف إطلاق النار، وقدر أن هناك حاجة إلى توقف لمدة سبعة أيام على الأقل لتنفيذ الخطة.
كما قالت الصحيفة أنه حتى إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، فسوف يكون أمام الأطباء عمل شاق في محاولة الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى التطعيم.
وتقدر منظمة ميرسي كوربس الإنسانية، أن حوالي 50 ألف طفل ولدوا في جميع أنحاء غزة منذ بدء الحرب لم يتم تطعيمهم ضد شلل الأطفال وعلاوة على ذلك، فإن تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة ــ أقل من نصف المرافق الصحية البالغ عددها 107 في القطاع تعمل حاليا ــ يشكل مشكلة خطيرة.
ولهذا قال الدكتور جعفري: “إن ذلك يفرض علينا البحث عن أماكن أخرى لإنشاء مواقع التطعيم، مثل المدارس، والملاجئ، والمراكز المجتمعية”.