بعد إعادة تصنيفهم «جماعة إرهابية».. هل تردع الخطوات الأمريكية الحوثيين؟
كانت إدارة بايدن قد قررت في بداية عهدها حذف الحوثيين من على قوائم الإرهاب، بسبب مخاوف من إضرار إدراجها بآفاق محادثات السلام، وإلحاق مزيد من الضرر بالاقتصاد اليمني في بلد يواجه شبح المجاعة.
أدرجت الولايات المتحدة جماعة “أنصار الله الحوثيين” اليمنية اليوم الأربعاء 17 يناير 2023، على قوائم الإرهاب مجددًا، ومن المقرر أن يصبح التنفيذ ساريًا بعد نحو شهر.
ووفقا لشبكة رؤية الإخبارية، فتأتي إعادة إدارج الحوثيين على قوائم الإرهاب إثر استهدافها لحركة الشحن العالمية في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي، فيما تسعى الولايات المتحدة لتقويض الهجمات البحرية، وقصفت رفقة بريطانيا مواقع الحوثي، في تحرك يحمل نفس أهداف إعادة إدراج الحوثيين على قوائم الإرهاب.
هل يتوقف الحوثيون؟
اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية جملة من الإجراءات تستهدف تقويض قدرات الحوثيين، بما في ذلك إعادة إدراجها على قوائم الإرهاب، ورغم ذلك وأيضًا رغم الهجمات الأمريكية البريطانية، لم يصدر من الحوثيين أي مؤشرات على خفض تصعيد مُحتمل، بل العكس، إذ أعلنوا أن السفن الأمريكية باتت أهدافًا مشروعة، وقالوا إنهم هاجموا بعضها بالفعل.
إنسانيًّا، وبغض النظر عن الدوافع وراء القرار الأمريكي فمن المتوقع أن يؤثر القرار على الأوضاع الإنسانية في اليمن، حيث سيقوّض وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المناطق التي تعيش أوضاعًا إنسانية، وصحية، تزداد سوءًا. ووفقًا لما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فقد قال مسؤولون في إدارة بايدن إن التصنيف يهدف إلى ردع الحوثيين عن هجماتهم المتكررة في البحر الأحمر.
ما الحجج التي ساقتها الخارجية الأمريكية؟
في بيانها بهذا الصدد، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن هجمات الحوثي الأخيرة في البحر الأحمر أدت إلى تعريض البحارة للخطر، وتعطيل التدفق الحر للتجارة، وتعارضت مع الحقوق والحريات الملاحية، مشددة على أن “هذا التصنيف إلى تعزيز المساءلة عن الأنشطة الإرهابية للجماعة”.
وأردفت الخارجية الأمريكية: “إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف”، أما عن الجانب الإنساني في اليمن، فقد شدد البيان على أن الحكومة “ستجري اتصالات قوية مع أصحاب المصلحة ومقدمي المساعدات والشركاء الذين يلعبون دورًا حاسمًا في تسهيل المساعدة الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الحيوية في اليمن”.
وتابع البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية: وتنشر وزارة الخزانة أيضًا تراخيص تجيز بعض المعاملات المتعلقة بتوفير الغذاء والدواء والوقود، وكذلك التحويلات الشخصية والاتصالات والبريد وعمليات الموانئ والمطارات التي يعتمد عليها الشعب اليمني.
ما هدف واشنطن المستقبلي؟
عن الهجمات الحوثية، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: “هذه الهجمات تعد مثالًا صارخًا على الإرهاب وانتهاك القانون الدولي، وتمثل تهديدًا كبير للأرواح والتجارة العالمية، كما أنها تعرض للخطر إيصال المساعدات الإنسانية”.
وأما في ما يتعلق بالهدف المستقبلي لواشنطن، فقد أكد المسؤلون بالخارجية الأمريكية أن “الهدف النهائي للعقوبات إقناع الحوثيين بوقف التصعيد وإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم، وحال أوقفوا هجماتهم فيمكننا النظر في حذف التصنيف، وسنستمر في مراقبة الوضع وتقييم أفعال الجماعة لتحديد موقفنا في المستقبل”.
جاء رد فعل الحوثيين متوقعًا، حيث أصرت المجموعة على الاستمرار في “مهاجمة السفن المتجهة إلى إسرائيل”، وبحسب ما قال المتحدث باسم الحوثيين لوكالة أنباء “رويترز”، فإن “القرار الأمريكي لن يؤثر على موقف المجموعة”، وكانت إدارة بايدن قد قررت في بداية عهدها حذف الحوثيين من على قوائم الإرهاب، بسبب مخاوف من إضرار إدراجها بآفاق محادثات السلام، وإلحاق مزيد من الضرر بالاقتصاد اليمني في بلد يواجه شبح المجاعة.
في ذلك الوقت، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن قرار إلغاء تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية، كان مدفوعًا بمخاوف من أنها قد تعرض للخطر القدرة على تقديم المساعدة الحاسمة لشعب اليمن. ومع ذلك، تزايدت الضغوط على الإدارة الأمريكية لإعادة فرض التصنيف وسط الهجمات في البحر الأحمر، والتي يزعم الحوثيون أنها رد انتقامي على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، وكان للهجمات عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، حيث هددت أحد طرق التجارة الرئيسية في العالم أمام معظم سفن الشحن.
والشهر الماضي، على إثر هجمات الحوثيين، دشن الأمريكيون عملية “حارس الازدهار”، وهي تحالف يشمل أكثر من 20 دولة “ملتزمة بالدفاع عن الشحن الدولي وردع الهجمات في البحر الأحمر”، وأصدرت واشنطن رفقة 13 دولة من الحلفاء والشركاء تحذيرًا بأن الحوثيين سيتحملون العواقب إذا لم تتوقف هجماتهم، مرورًا بشن ضربات أمريكية بريطانية – وبدعم الحلفاء – ضد عدد من الأهداف في اليمن التابعة للحوثيين.