الإمارات في عهد محمد بن زايد.. قدوة عالمية للريادة الشاملة
رصدت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، التحوّل الحادث في دولة الإمارات، حيث تحديث وتطوير الجيش، بالإضافة إلي كونها أصبحت مركزا ماليا للشرق الأوسط، وأقامت علاقات مع كافة الدول الفاعلة إقليميًا.
التقرير الذي نقلته شبكة رؤية الإخبارية الإماراتية، عن المجلة الأمريكية الشهيرة، عرض كيف صممت الإمارات صعودها على الساحة الدولية اقتصاديًا وسياسيًا وسط بيئة تموج بالتحديات، حتى باتت الإمارات -عالميًا- قوة بارزة على الساحتين السياسية والاقتصادية.
كيف وصلت الإمارات لمكانتها العالمية الحالية؟
ذكر التقرير أنها رغم أن الإمارات عُرفت دولة الإمارات، على مدار السنوات الماضية بسوق عقاراتها المُزدهر، وبريق دبي كوجهة عالمية، وموارد النفط الكبيرة، إلا أنه وعلى مدار العقدين الماضيين شهدت الدولة تحولات جذرية كالتالي:
مشاريع طموحة ووجهة عالمية
لدى الإمارات طموحات واضحة، حيث تهدف للتغلب على تحديات الجغرافيا، آملةً في التموضع كقوة عالمية واقتصادية، وقد أبرمت صفقات تجارية، واستثمرت في مشاريع خارجية لتحقيق الهدف الطموح، وإجمالًا فقد باتت الإمارات نموذجًا يحتذى به سياسيًا واقتصاديًا.
وتحولت إلى وجهة سياحية ومركز للنقل ولتقديم الخدمات اللوجستية، حسب ما ذكر مقال، الزميل المُشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس نيل كويليام، ومديرة البرنامج، سنام فاكيل، المنشور في فورين أفيرز.
ويعود مقال المجلة الأمريكية البارزة إلى التاريخ ليُسلط الضوء على عائلة ميديشي، وهي الأسرة الحاكمة التي حكمت فلورنسا من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر، حيث أقامت الأسرة علاقات دبلوماسية قوية مع بريطانيا، وتحالفت مع فرنسا، وعززت العلاقات مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وبذلك أصبحت فلورنسا نقطة محورية للنشاط الاقتصادي والاكتشاف العلمي والإنجازات الثقافية البارزة.
نموذج حكم قوي وفعال
بالعودة إلى الإمارات، فإن الدولة الخليجية تملك موقعًا متميزًا وسط كبرى الاقتصادات العالمية، ويرتفع المستوى المعيشي والتعليمي لسكانها، ولديها احتياطيات كبيرة من النفط، والغاز، وفقًا للمقال المنشور الجمعة 29 ديسمبر 2023.
ويلفت المقال إلى أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، عمل على تماسك العائلة، وحكم البلاد بنظام قائم على الإجماع، وتم الاتفاق على أن يكون نجله الشيخ خالد بن محمد بن زايد هو خليفته، وأما عن نموذج الحكم فلدى الإمارات نموذج علماني، كما أنها متسامحة مع مختلف الأديان، بالإضافة إلى ذلك فإن الإمارات جزء رئيس من الممر الاقتصادي المحتمل في الشرق الأوسط، والذي يربط بين الهند وأوروبا.
علاقات قوية
لا يقف الأمر عند هذا الحد، حيث تتمتع الإمارات بعلاقات قوية مع القوى الوسيطة (مثل البرازيل والهند وإندونيسيا)، وحافظت الإمارات أيضًا في نفس التوقيت على علاقات جيدة مع الصين وروسيا، رغم علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة والتعاون على عددٍ من الأصعدة، وحسب المقال، من غير الممكن، لأي قوة خارجية أن تحول الإمارات إلى “وكيل لها” بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقد جرى تأسيس الإمارات رسميًا في عام 1971، وتتكون من 7 إمارات هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والفجيرة، وفي خضم الصراعات الإقليمية تمكنت الإمارات من الحفاظ على توزان بين القوى المختلفة، وبعد هجمات 11 من سبتمبر 2001، في الولايات المتحدة، عملت الإمارات على تجنب مخاطر التطرف وسارعت من وتيرة الإصلاحات التعليمية.
دور بارز في الشرق الأوسط والعالم
بمرور السنوات وحدوث بعض الاضطرابات في الدول العربية، ساهمت الإمارات بشكل فعال في محاربة قوى التطرف والإرهاب، وعملت على الدفع تجاه استقرار المنطقة، خاصةً مع ظهور حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة ليست ملتزمة تجاه أمن الشرق الأوسط، كما عملت منذ ذلك الحين على تنويع شراكاتها، بما في ذلك روابط اقتصادية قوية مع الصين، وعلاقات مع روسيا.
وانضمت الإمارات عام 2015 إلى تحالف عربي لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران، ودعمت أيضًا الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
وفي الصراعات والتحديات الجيوسياسية، غلبت الإمارات صوت العقل، وفي سبتمبر 2019، تواصلت الإمارات مع طهران لتهدئة التوترات في المنطقة، وقد دفعت هذه المناقشات لتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين.
وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضغطت الإمارات من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ولتقديم مساعدات إنسانية، كما رفضت المشاركة في مناقشات ماذا بعد الحرب، دون أن يحدث وقف لإطلاق النار.
كيف يبدو مستقبل الإمارات؟
في عام 2010، صدرت رؤية الإمارات العربية المتحدة 2021، وهي أجندتها لتحسين التعليم في البلاد، والتطوير التكنولوجي، والبنية التحتية، والاقتصاد، ومنذ ذلك الحين، وسعت الإمارات جامعاتها ومطاراتها، وتم إنشاء أول برنامج فضاء في الشرق الأوسط؛ وأدخلت إصلاحات على نظامها الضريبي؛ وأنشأت تأشيرات جديدة طويلة الأجل تهدف إلى جذب العمال ذوي المهارات العالية.
لدى الإمارات أيضًا رؤية 2071، والتي ستشمل مزيدًا من الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم والصناعات التقنية لتنويع روافد الاقتصاد، كما ستعمل على الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
كما ساعدت الإمارات في مؤتمر الأطراف (كوب 28) نحو 200 دولة بالموافقة على التحول بعيدًا عن الكربون، وفي عهد الشيخ محمد بن زايد، أصبحت دولة الإمارات بمثابة تجربة عملية وقدوة عالمية، لكيف يمكن للدول القيام بدور كبير في السياسة والاقتصاد عالميًا.