تحليل مضمون

لماذا حركت الصين 6 سفن حربية إلى الشرق الأوسط؟

حركت دولة الصين سفنا حربية تابعة لقواتها البحرية إلي الشرق الأوسط في مهمة لم تعلن عن تفاصيلها، ما دعا إلي التساؤل حول لماذا حركت الصين 6 سفن حربية إلى الشرق الأوسط؟، خاصة مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من الشهر الجاري، وما عقبها من قصف إسرائيلي متواصل على غزة خلف آلاف الشهداء والمصابين أغلبهم من المدنيين.

وأفادت صحيفة “ذا صن” البريطانية، نقلًا عن تقارير، بأنّ “الصين نشرت ست سفن حربية صينية في الشرق الأوسط مع تصاعد التوترات في المنطقة”.

 

خريطة تحرك السفن الصينية الحربية في منطقة الشرق الأوسط

 

وبحسب الصحيفة، ضمن تفاصيل الخبر والذي يعتبر توضيحا للسؤال حول لماذا حركت الصين 6 سفن حربية إلى الشرق الأوسط؟، فكشفت أن “شاركت فرقة البحرية الصينية رقم 44 في عمليات روتينية في المنطقة، وأمضت عدة أيام في زيارة إلى عمان الأسبوع الماضي”، و”أمضت فرقة العمل البحرية رقم 44 التابعة للبلاد عدة أيام في عمان”، و”غادرت فرقة العمل – من المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني – مسقط إلى مكان غير محدد يوم السبت بعد مشاركتها في تمرين مشترك مع البحرية العمانية”.

وخلال الزيارة، التقى القادة الصينيون بمسؤولين عسكريين عمانيين وزاروا المؤسسات العسكرية، بينما قام البحارة من كلا البلدين بجولة في متاجر بعضهم البعض.

موقف الصين من هجوم إسرائيل على غزة

 

وقال تشاي جون، مبعوث الصين للشرق الأوسط، السبت، إن قمة القاهرة للسلام 2023 جاءت في توقيت حاسم، إذ إن الوضع في قطاع غزة خطير للغاية، إذ حثَّ على ضرورة حشد قوته وبذل جهود مشتركة لوقف إطلاق النار وأعمال العنف والقتال.

وذكر مبعوث الصين لدي الشرق الأوسط المجتمع الدولي خلال تصريحات خاصة لـ”القاهرة الإخبارية”، أنه في حال الاتفاق على وقف إطلاق النار سيتم عبور المساعدات بسلام، كما أن وقف القتال أيضًا يمكن أن نفكر بحل جذري ونهائي للقضية الفلسطينية.

وأكد مبعوث الصين أن موقف بلاده من القضية الفلسطينية واضح وثابت ولن يتغير، لافتًا إلى أن التأخر في إيجاد الحل في للقضية هو السبب الجذري لتفاقم الوضع الحالي، وأنه على المجتمع الدولي تجنب حدوث كوارث إنسانية أكبر في المنطقة.

وأشار مبعوث الصين إلى أن العنف لا يجد مخرجًا للمشكلة، وأن السبيل العسكري أيضا لا يؤدي إلا لدوام الصراع، كما ذكر أن حل الدولتين اقتراح على الجميع العودة له، لتحقيق حقوق للشعب الفلسطيني المشروع وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.

وتابع مبعوث الصين: تابعت كافة الكلمات وسعيد بعودة حل الدولتين الذي شكل توافقًا واسع النطاق بين قادة الدول الحاضرين لقمة القاهرة للسلام”.

 

هل تستطيع الصين النجاح فيما فشلت فيه أمريكا؟

 

وكانت قد نشر موقع «مضمون» نقلا عن المجلة الأمريكية «فورين بوليسي» تقريرا عن أسباب احتدام الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وفشل الإدارات الامريكية المتتابعة في وضع حل للازمة الفلسطينية.

وتساءلت ضمن التقرر المترجم -نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، ألا يمكن أيضا تخيل مسؤول صيني (في ظل سعي بكين للصعود عالميا) يتحدث عن الوضع في المنطقة قائلا: “هل لي أن أوضح أننا نتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع في المنطقة، وأن مصلحتنا الحيوية الوحيدة هناك تتلخص في القدرة على الوصول إلى الطاقة بشكل موثوق. ولذلك، نحن ملتزمون بالحفاظ على المنطقة هادئة وسلمية، ولهذا السبب ساعدنا إيران والمملكة العربية السعودية على إعادة العلاقات بينهما في العام الماضي. أليس من الواضح أن العالم سيستفيد إذا تراجع دور الولايات المتحدة هناك وتزايد دورنا؟”.

بلا شك، إذا كنت شخصا يعتقد أن مواجهة التحدي المتمثل في الصين الصاعدة يمثل أولوية قصوى، فقد ترغب في التفكير بعمق في كيفية مساهمة تصرفات الولايات المتحدة السابقة في الأزمة الحالية، وكيف سيستمر ظلال الماضي في الظهور، وتقويض مكانة الولايات المتحدة في العالم في المستقبل.

ونوهت “فورين بوليسي” إلى أنه يحسب لإدارة بايدن وفريقه للسياسة الخارجية عملهم على مدار الأسبوع الماضي ما يجيدون القيام به، وهو على وجه التحديد إدارة أزمة كانت على الأقل جزئيا من صناعتهم. إنهم يعملون حاليا جاهدين للحد من الأضرار، ومنع تطور الصراع، واحتواء التداعيات السياسية له، مع وضع حد للعنف. وينبغي لنا جميعا أن نأمل أن تنجح جهودهم.

لكن من الأفضل –وفقا للمجلة الأمريكية- أن يتم النظر إلى فريق السياسة الخارجية التابع للإدارة الأمريكية باعتباره ميكانيكيا ماهرا وليس مهندسا. إنهم –بلا شك- بارعون في استخدام أدوات القوة الأمريكية وآليات معالجة المشاكل قصيرة المدى، لكنهم عالقون في رؤية عفا عليها الزمن لدور أمريكا العالمي، بما في ذلك كيفية تعاملها في الشرق الأوسط. ومن الواضح أنهم أخطأوا بشدة في قراءة الاتجاه الذي يتجه إليه الشرق الأوسط، وأن تطبيق أسلوب المسكنات اليوم ــ حتى لو تم ذلك بمهارة شديدة ــ سوف يترك الجروح الكامنة دون علاج.

وشددت «فورين بوليسي» على أنه إذا كانت النتيجة النهائية لإدارة بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن هي محاولة العودة إلى وضع ما قبل أحداث أكتوبر الحالية، فهناك مخاوف أن ينظر بقية العالم، في حالة من القلق والاستنكار، ويستنتج أن الوقت قد حان لتبني نهج مختلف عن النهج الأمريكي.

 

هل تستطيع الصين النجاح فيما فشلت فيه أمريكا؟.. 5 أسباب للحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى