بعد مقتل قائد فاجنر.. هل تتخلي موسكو عن نفوذها في أفريقيا؟
ما مدى تأثير مقتل يفجيني يبرجوجين قائد ومؤسس جماعة فاجنر، التي كانت تقاتل في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا، على علاقة العديد من الدول الأفريقية بـ روسيا وهل تتخلي عن نفوذها في أفريقيا؟، وهو سؤال طرحه مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
تبعات مقتل قائد فاجنر في حادث طائرة
وأشار كاتب المقال جاسون بورك إلى أن مقتل قائد فاجنر في حادث طائرة يوم الأربعاء الماضي بالقرب من العاصمة الروسية موسكو قد يدفع العديد من قادة الدول الأفريقية للسعي من أجل توطيد علاقاتهم بالكرملين، موضحا أن العديد من المحللين السياسيين يرون أن مقتل بيرجوجين قد يدفع العديد من هؤلاء القادة، الذين كانوا يعتمدون على جماعة فاجنر لتوطيد أركان حكمهم ، إلى السعى في الوقت الراهن لتعزيز علاقاتهم بموسكو عوضا عن جماعة فاجنر .
ويعرب الكاتب عن رأيه أن تلك الجهود من جانب قادة تلك الدول الأفريقية من شأنها تقوية نفوذ روسيا في القارة الأفريقية وتحقيق مكاسب اقتصادية واسعة لموسكو.
ويوضح المقال أنه على مدار ما يقرب من خمس سنوات قام العديد من قادة الدول الأفريقية بتعزيز التعاون مع جماعة فاجنر وهو ما سمح لبيرجوجين ببسط النفوذ الروسي على أجزاء واسعة من القارة الأفريقية كما سمح باستحواذ روسيا على كميات كبيرة من المواد الخام النفيسة مثل الذهب والأخشاب من تلك البلاد وهو ما جلب ثروات طائلة على موسكو.
ويوضح المقال أن العديد من الدول الأفريقية الصغيرة ظلت على مدار سنوات واقعة تحت نفوذ جماعة فاجنر بقيادة بيرجوجين وهو ما سمح لجماعته ببسط السيطرة الروسية على دول عديدة تمتد مساحتها من سواحل البحر المتوسط حتي موزمبيق.
ويلفت المقال إلى أن بيرجوجين كان قد ظهر الأسبوع الماضي وقبل وفاته بأيام قليلة في مقطع فيديو وهو يرتدي زيا عسكريا قائلا أنه يتحدث من فوق أراضي أفريقية من المرجح أنها دولة مالي، مشيرا إلى أن العديد من المصادر أكدت آنذاك أن جماعة فاجنر قامت بنشر حوالي 800 محارب من أعضائها هناك لمساعدة قوات الجيش المالي في محاربة الجهاديين الإسلاميين والمتمردين على السلطة.
ويوضح المقال أن تواجد فاجنر في مالي تم طبقا لاتفاق مع السلطة الحاكمة في البلاد في أعقاب انقلاب عسكري هناك في ديسمبر عام 2021، مشيرا في نفس الوقت إلى أن قائد جماعة فاجنر كان قد قام بزيارة أيضا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتعزيز أركان النظام الحاكم هناك. ويوضح المقال أن نفوذ جماعة فاجنر امتد ليشمل الكاميرون وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية إلى جانب دول أخرى مثل مالي وموزمبيق.
هل تتخلي موسكو عن نفوذها في أفريقيا؟
والآن وبعد مقتل بيرجوجين، يرى بعض المحللين أن موسكو لن تتخلى عن نفوذها في أفريقيا والذي أسهمت جماعة فاجنر في تعزيزه على مدار السنوات الماضية حيث تمكنت فاجنر من الحصول على كميات كبيرة من المواد الخام النفيسة والتي مكنت موسكو من الالتفاف حول العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها عليها الدول الغربية في أعقاب العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.