بعد تنفيذها تمردا مسلحا في روسيا.. من هي قوات فاجنر؟
تشهد روسيا تمردا مسلحا نفذته قوات «فاجنر» المنضوية تحت لواءها آلاف المرتزقة من السجناء والقادة السابقين في الجيش الروسي، بعد أن كانت على صلة غير رسمية بالسلطات الروسية، حيث ساعدتها في عمليات عدة خارج حدود روسيا كان آخر الحرب الروسية الأوكرانية.
وأصبح السؤال المتداول اليوم : من هي قوات فاجنر التى نفذت تمردا مسلحا في روسيا؟، وهو التمرد الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه طعنة في ظهر روسيا.
من هي قوات فاجنر؟
مجموعة قوات فاجنر Wagner هي شركة عسكرية خاصة بقيادة يفجيني بريجوجين، ظهرت في شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الأوكرانية عام 2014، وتنتشر قواتها في حروب عديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
و كانت معروفة سابقاً باسم “بي إم سي فاجنر” PMC Wagner، وقامت بنقل مقرها الرئيسي إلى ناطحة سحاب زجاجية في سانت بطرسبرج، والتي تحوي أيضاً على مركز تكنولوجيا يستضيف معارض أسلحة متقدمة على امتداد أروقة رمادية يملؤها موظفون في ملابس عسكرية مموهة.
ويقاتل عناصر تابعون للشركة العسكرية الروسية الخاصة التي تُعرف باسم “مجموعة فاجنر” في سوريا وأفريقيا وحاليا في أوكرانيا، وتُعرف بتكتيكاتها وأساليبها الوحشية.
وتتألف من بضعة آلاف من المرتزقة، يُعتَقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ومن السجناء، حيث ظهر بريجوجين في مقطع وهو يتحدث إلى سجناء في باحة سجن روسي ويعدهم بأنه في حالة سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدة ستة أشهر، فسوف يتم تخفيف فترات العقوبة بحقهم.
يعتقد البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سرا على مجموعة فاجنر.
وقد قالت مصادر من المجموعة لبي بي سي، إن قاعدتها التدريبية في مولكينو بجنوب روسيا، توجد جنبا إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية.
من هو قائد قوات فاجنر؟
قائد قوات فاجنر هو يفجيني بريجوجين، وهو محكوم سابق يبلغ من العمر 61 سنة، وأطلق عليه لقب “طباخ بوتين” لإدارته شركة توصيل طعام نظمت مآدب عشاء للرئيس الروسي وأطعمت القوات المسلحة التابعة للكرملين.
لم يعلن بريجوجين قيادته لقوات فاجنر، طوال تسعة سنوات من العمل السري، بل نفي صلته بها بعد أن أشارت تقارير إعلامية عدة صلة بمجموعة المرتزقة، إلا أنه اعن عن قيادته لقوات فاجنر صراحة في سبتمر 2022، عندما أعلن أنه “فخور” بأنه مؤسسها.
ورغم عدم صلتها الرسمية بوزارة الدفاع الروسية، إلا أنه التصق بها سمة «رديف» القوات المسلحة الروسية وذراعها الطولي في عمليات خارج حدودها لا تريد ان تتورط رسميا بها.
وتفيد المزاعم بأن دميتري أوتكين، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الروسية، كان شريكاً في التأسيس وحافظ على مقامه القريب من رأس قيادة المجموعة، وأرجعت تقارير إعلامية سبب تسميتها بـ فاجنر بأنه الاسم الكودي السابق لـ أوتكين خلال خدمة في الاستخبارات الروسية.
جرائم قوات فاجنر
ومنذ تشكيل مجموعة “فاجنر”، جرى اتهامها بالقيام بانتهاكات في أوكرانيا وسوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومالي وموزامبيق، ويسود الظن أيضاً بأن المجموعة تعمل بالتعاون مع حكومة بوركينا فاسو لكبح تمرد للإسلاميين.
وقال محللون عسكريون إن الكرملين يعتمد كثيراً على مجموعة “فاجنر” بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الروسية الرسمية خلال الحرب الأوركرانية، ولجوءه إليها في العديد من العمليات خاصة لما تشهده روسيا من صعوبات في التجنيد.
وتؤدي مجموعة “فاجنر” أدواراً محورية في الاستيلاء على بلدات على غرار سوليدار، وبوباسنا، وليسيتشانسك، وتتهم عناصر “فاجنر” بمارسة التعذيب واغتصاب النساء في إفريقيا.
واتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية مرتزقة فاجنر بارتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجراء ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليهم.
كما اتهم الجيش الأمريكي مرتزقة فاجنر بزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة أخرى في العاصمة الليبية طرابلس وفي محيطها.
وقالت الأدميرال هايدي بيرج، مديرة الاستخبارات في الجيش الأمريكي، فرع قيادة أفريقيا: “إن استخدام مجموعة فاجنر المتهور للألغام الأرضية والفخاخ المتفجرة يضر بالمدنيين الأبرياء”.
كيف تأسست فاجنر؟
عقب الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر فبراير 2022، كشفت تقارير عن تزايد انخراط عناصر مجموعة فاجنر في الحرب لصالح القوات الروسية.
وعام 2014 كان موعد تأسيس مجموعة فاجنر وجرى في نفس العام تكليفها بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم، حيث ساعد مرتزقتها، ممن يرتدون ملابس رسمية، القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك.
ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مرتزقة فاجنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.
مكان عمليات مجموعة فاجنر
وتنتشر عناصر فاجنر في بلدان أفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، فيما جرى اتهام روسيا باستخدام فاجنر للسيطرة على الموارد الطبيعية في أفريقيا فضلا عن التأثير على الشؤون السياسية والصراعات في دول مثل ليبيا والسودان ومالي ومدغشقر.
وقد نشطت مجموعة فاجنر أيضا في سوريا.