تحليل مضمون

أزمة مزاج.. ماذا يعني نقص القهوة والشاي في حياة المصريين؟

عشاق القهوة والشاي في مصر يعيشون أزمة مزاج، حيث أن حالة العشق من المصريين لهذين النوعين من المنبهات تتخطى بكثير باقي الأنواع من المشروبات، لدرجة تغزل بعضهم في فنجان القهوة وكوب الشاي وكأنه لقاء الحبيب لمحبوبته بعد غياب.

وما يعيشه العالم من نقص للمواد الغذائية وارتفاع الأسعار جراء الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة والتى أثرت على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد، وما تعيشه مصر داخليا من نقص لتوافر الدولار العملة المؤثرة في حركة الاستيراد، قد يسبب لعشاق القهوة والشاي أزمة مزاج، بعد أن استغاث المستوردون من نقص الاحتياطي في أشهر مشروبين، ما قد يعكر مزاج المصريين.

شعبة البن التابعة للغرفة التجارية في مصر، فاجأت المصريين، بخبر صادم، بعد الإعلان عن نقص كبير في مخزون القهوة يكفي مدة لا تتجاوز شهرا واحدا.

وأرجع تقرير لقناة “الغد”، ذلك لما تتأثر به زراعة البن في العالم بسبب التغيرات المناخية، ليصبح مزاج المصريين على المحك خاصة أنه من المشروبات المفضلة للمصريين حيث يمزج بين اليقظة والابتهاج.

بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كشفت عن أن أول 5 شهور من 2022 سجلت واردات مصر من البن غير المحمص غير منزوع منه الكافيين نحو 101،305 مليون دولار في مقابل 64،032 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2021 بنمو 58،2%.

ويستهلك العالم حوالى نصف تريليون كوب سنويًا، حيث تعتبر القهوة ثان أكبر سلعة تجارية في العالم بعد النفط، كما أن البن يوفر مادة الكافيين للمشروبات الغازية، وبعض المستحضرات الطبية والصيدلانية ومستحضرات التجميل.

وقال أحد التجار، في حديثه لقناة “الغد”، إن الأزمة الحالية للبن ليست مفتعلة، لكن هناك غلاء للأسعار في كافة السلع وليس البن فقط، موضحا أن مشروب القهوة سيتأثر بسبب الإنتاج وأزمة تغير المناخ.

 

مصر تستورد 70 ألف طن قهوة سنويًا

رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية حسن فوزي، إن مصر بها حاليا شح في البن بسبب العوامل المناخية التي أثرت على زراعة القهوة في البرازيل وأدت إلى تلف نسبة كبيرة من المحصول.

أوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن مصر تستورد 70 ألف طن من البن على مدار العام، كاشفا عن أن سعر طن البن زاد بنسبة 100% عن العام الماضي ووصل من 2000 دولار إلى 4000 دولار ، وأن المخزون يتناقص في الوقت الحالي.

وطالب رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية الحكومة بتسهيل إجراءات الإفراج عن الكميات الموجودة في الموانئ، والتى كان لها دور إضافة للأزمة العالمية في تراجع المخزون المحلي من البن، موضحاً أنها تغطي الاحتياجات لمدة شهرين، وأن الكميات الموجودة في الموانئ تكفي لدورة كاملة.

أزمة نقص المخزون من البن كان لها مباشر على سعر فنجان القهوة، حيث قال رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية إن فنجان القهوة الشعبي ارتفع من 5 جنيهات إلى 12 و15 و17 جنيها في بعض المناطق.

وتأكيدا على ما قد يعيشه المصريون من أزمة مزاج، لفت المسؤول الأول عن البن في مصر إلى أن الشعب المصري لا يستطيع الاستغناء عن القهوة حيث تقضي على الاكتئاب وتغير المنظور إلى الأشياء وتزيد الإحساس بالسعادة.

وعن سر خلطة البن الجيدة، قال فوزي إنها تختلف من محل إلى آخر حسب نسبة إضافة الحبهان والمستكنة والقرنفل، معتبرا أن البن المحروق هو الذي يكون أكثر مرارة من الغامق ويشربه “كييف القهوة” مثلما يطلق المصريون على عشاق القهوة، أما الفاتح للناشئين، في كناية عن المسجدين في عشقهم للقهوة.

لماذا لا تضاف القهوة لبطاقات التموين؟

الإعلامي أحمد موسى المعروف في مصر اقترح إضافة البن إلى حصص السلع الأساسية لبطاقات التموين، اقتداء بالشاي الذي كان ولا يزال سلعة أساسية ببطاقات التموين المدعومة من الدولة « ليه ما نحطش البن على بطاقة التموين ده مزاج؟».

حسن فوزي، تمنى أن يكون سلعة أساسية تضاف على التموين خاصة بعد أن ارتفع سعر البن بنحو 20 جنيها ليتراوح سعر الكيلو السادة من 140 إلى 160 جنيها، والبن المحوج يصل إلى 170 جنيها.

 

صدمة لعشاق البن .. لماذا نقص القهوة يسبب أزمة للمصريين؟

هنا قال الإعلامي أحمد موسى، في إحدي حلقات برنامجه إن جميع الدول تشتكي بمرارة من أسعار الطاقة والكهرباء، التي ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.

أردف أحمد موسى، أن أسعار البن ارتفعت نتيجة مشكلات في المحصول بالبرازيل التي تصدر كميات كبيرة للعالم، الأمر الذي يترتب عليه زيادة بنسبة 70% عالميا، مشيرا إلى أن فنجان القهوة بمصر وصل إلى 15 جنيها في بعض المناطق.

استطرد أحمد موسى: «اللي يقدر يشتري حاجة يشتريها لأن البن أسعاره ارتفعت نتيجة عوامل خارجية، وأصبحت الأسعار صادمة لعشاق القهوة، في ناس بتشرب القهوة وهم في السرير، ومتقدرش تمشي اليوم بدون فنجان القهوة».

 

الشاى .. ثلاث مرات في اليوم أو يزيد

وإذا تحدثنا عن مزاج المصريين، كان الشاي متواجدا كما هو متواجد دائما في جلساتهم، السمر، والأفراح والمناسبات السعيدة وحتى الحزينة، عادة أساسية عقب وجباتهم الغذائية فأصبح ملاصق لها، لذا فأقل من يتناول من الشاي يحتسي ثلاثة أكواب أو يزيد، ربطا بوجبات الطعام الثلاث.

وتوشك مصر الدخول في أزمة شاي، لنفس الأسباب التي أثرت على القهوة، نقص الدولار وسلاسل الإمدادات والأزمات الخارجية، الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها وتبعاتها.

العروسة أشهر علامة تجارية لمشروب الشاي في مصر، حيث تصدر علامتها أهم المشروبات التى يتناولها المصريون في استطلاع عالمي منذ نحو عام في حين تصدرت منتجات الصودا دولا أخري كثيرة.

أشهر منتج شاي في مصر تقدم بشكوى رسمية عاجلة إلى مجلس الوزراء، ووزير التموين لتدبير الدولار اللازم لعمليات استيراد الشاي لتغطية الاستهلاك المحلي.

ويعد الشاي أحد أهم السلع الاستراتيجية للمواطن المصري، بجانب البن حيث ينفق المصريون نحو 5 مليارات جنيه سنويا على الشاي والبن. وفقا لبيانات حكومية سابقة.

وتستورد الشركة الأشهر في مصر 60% من احتياجات السوق المحلي من الشاي، الذى يعد سلعة تموينية استراتيجية للمواطن المصري.

واستغاثت شركة شاي العروسة بالمسؤولين، بسبب عدم قدرتها على توفير العملة الأجنبية “الدولار” في بنوك ذكرتها في شكواها.

الشركة قالت إنها تحتاج العملة الأجنبية لتتمكن من استلام مستندات الشحن والتخليص الخاصة باستيراد نحو 6 آلاف طن من الشاي، موجودة في الموانىء المصرية منذ أكثر من شهر.

وحذرت الشركة من نقص مخزون الشاي في البلاد، حيث وفق شكواها الشاي الموجود في مصر لا يكفي لشهر واحد فقط.

التأخر في إنهاء الإجراءات المحلية في مصر للإفراج عن شحنات الشاي، قد يتسبب في زيادة سعر أحد أهم السلع الاستراتيجية، هذا ما قالته الشركة.

وعددت الشركة العوامل التى قد تتسبب في زيادة سعر الشاي  كتأخر الإفراج الجمركي عن شحناتها فى الموانئ لتعرض الكميات الموجودة للتلف، خلافًا لغرامات التأخير التي يتم دفعها بالعملة الأجنبية لشركات الشحن؛ الأمر الذي يزيد من تكاليف السلع، ومن ثم قد يتعرض المستهلك لزيادة في أسعار الشاي حال استمرار الأزمة.

وساوت الشركة الشهيرة في مصر منتج الشاي بسلعة أساسية في مائدة المصريين وهو القمح العنصر الأساسي في إنتاج الخبز فقالت: سلعة الشاي،  لها أولوية في تدبير العملة، مثل سلعة القمح، وفقا لنص قرار حكومي سابق، وهو ما يدلل على أهمية هذا المنتج في مزاج المصريين.

الشاي وتحذير من خراب بيوت 5 آلاف مصري

أزمة الشاي قد تأخذ منحى اقتصادي يؤثر على نحو 5 آلاف مصري يعملون بشركة العروسة التى حذرت من توقف مصانعها، وتعرض العاملين البالغ عددهم 5 آلاف مهندس وكيميائي وإداري لعدم صرف رواتبهم، ومن ثم تعثر الشركة في سداد التزاماتها تجاه القروض وفوائدها للبنوك العاملة في السوق المصري.

أرقام الشاي والقهوة في حياة المصريين.. مزاج يكلف دولارات

وسجلت مصر المرتبة الثالثة بين الدول العربية استهلاكًا للشاي والقهوة، ووفقا لإحصاء اللجنة الدولية للشاي، فقد يصل متوسط استهلاك الفرد 0.9 كيلو جرام سنويًا، واستهلك المصريون خلال العام الماضي 2021 نحو 273 مليار لتر من الشاي والقهوة، بقيمة إجمالية تجاوزت 5 مليارات جنيه.

وأظهرت بيانات حكومية صادرة عن جهاز التعبئة والاحصاء، أن إجمالي واردات مصر من الشاي خلال 9 أشهر بلغت 231 مليون دولار ، تمثل قيمة فاتورة استيراد الشاي.

وقيمة واردات مصر من الشاى وفقا للتقرير الحكومي سجلت في يناير 2021 نحو 15 مليون دولار، ارتفعت إلى 34 مليون دولار في فبراير، ثم 48 مليون دولار في مارس، بينما وصلت في أبريل إلى 62 مليون دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى