أردوغان.. رئيس الديمقراطية المزيفة
كتب- محمد نصر:
يعتبر أنصار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الرئيس العثمانى الجديد نصيراً للديمقراطية فى العالم، وراع لحقوق الإنسان والمظلومون فى أرض، إلا أنه فى الحقيقة على النقيض من ذلك، حيث أن كل الشواهد والممارسات القمعية التى يرتكبها نظامه تؤكد غير ذلك، فتستمر سلسلة حملات المداهمات والإعتقالات القمعية التي تقوم بها الحكومة التركية ضد معارضيها، من مختلف التيارات السياسية.
وشهدت الأسابيع الماضية تزايدًا فى أعداد المعتقلين والتى كان آخرها اعتقال الشرطة التركية اليوم الأحد جودت ألداغ مرشح حزب الحركة القومية التركي في بلدية كرمان في الانتخابات المحلية 2019 بتهمة إهانة أردوغان.
ووفقا لما ذكرته صحيفة زمان التركية، فإن النيابة التركية قد اتهمت ألداغ بإهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر حسابه على أحد مواقع التواصل الإجتماعي بتاريج 26 نوفمبر / التشرين الثاني، وألقى به إلى سجن كرمان عقب إدانته أمام المحكمة.
اعتقال الآلاف بتهمة إهانة الرئيس
التقارير الرسمية تشير إلى محاكمة الآلاف سنويًا بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، منذ تولي أردوغان رئاسة الجمهورية في عام 2014، وبلغت التحقيقات المتعلقة بهذا الشأن في عام 2017 نحو 20 ألفًا و539 تحقيقًا، بينها 6 آلاف و33 قضية عرضت على القضاء.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية الرسمية، فقد اعتقلت الشرطة التركية هذا الأسبوع عشرات الاتراك، بينهم عسكريون، حيث يُشتبه بارتباطهم بمجموعة تتهمها أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب الفاشلة عام 2016،
كما أصدرت النيابة في كل من اسطنبول وقونيا وأنقرة مذكرات توقيف بحق 137 شخصا في إطار تحقيقات مختلفة بشأن حركة الخدمة وملهمها المفكر الإسلامي فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة، وفي اسطنبول، أمر ممثلو الادعاء باحتجاز 42 شخصا، بينهم موظفون حكوميون سابقون، تم إقالتهم من مناصبهم بسبب صلات تربطهم بكولن.
التضييق على الحركات العمالية
وبالأمس، اعتدت قوات الشرطة على العمال الذين سعوا لعقد مؤتمر صحفي في منطقة أولوس بالعاصمة أنقرة للمطالبة بحقوقهم، وأبلغت الشرطة عمال ماكرو الراغبين في عقد مؤتمر صحفي بالتعاون مع نقابة عمال النقل أنه يوجد أمر قطعي من الولاية برفض تجمعهم وأنه لن يسمح بإجراء الفعالية.
وتبين أن الشرطة التي أبلغت العمال بحظر فعاليتهم ولم تظهر إشعار بقرار الولاية الخاص بحظر الفعالية، وفق صحيفة زمان.
ويذكر أنه حتى الآن قد اعتقلت قوات أردوغان عشرات الآلاف للاشتباه بارتباطهم بكولن منذ العام 2016 بينما أقيل أكثر من 100 ألف من وظائفهم أو منعوا من العمل في القطاع العام،وذلك في إطار عملية اسماها النظام تطهير شاملة وغير مسبوقة في تاريخ تركيا الحديث.
التصفية الجسدية
ويخشى معارضو أردوغان على حياتهم من التصفية، حيث أعلن لاعب الارتكاز التركي إينيس كانتر أنه لن يرافق فريقه نيويورك نيكس عندما يسافر الأخير إلى لندن منتصف الشهر الحالي لخوض مباراة في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، خشية على حياته بسبب مواقفه المُعارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال كانتر فى حديث نقلته قناة “إي أس بي أن” في أعقاب فوز فريقه على لوس أنجلوس ليكرز (119-112): “لسوء الحظ، لن أذهب إلى لندن بسبب هذا الرئيس التركي المجنون ..ثمة إمكانية بأن يقتلوني هناك، ولهذا قلت للإداريين بأني لن أذهب”، مُشيرا الى “وجود الكثير من الجواسيس هناك، يمكن أن أتعرض للقتل بسهولة كبيرة”.
يقول كانتر “أنا لست شخصيّة سياسية، أنا مجرد رياضي تأثر بسياسة النظام الحالي، ولا أستطيع الصمت”.