هل استبدلت العولمة القيم الثقافية التقليدية للأفارقة؟
يُنظر إلى الأسرة في كل مجتمع إنساني على أنها حجر الزاوية في المجتمع، كما يُنظر إليها على أنها الوحدة الأساسية للتنظيم الاجتماعي.
وحسب دراسة لمركز “فاروس” للاستشارات، فإنه عادة ما تتكون الأسرة التقليدية في المجتمع الإفريقي من زوج عائل للأسرة وزوجة أو عدة زوجات يضطلعن بأعمال المنزل وتربية الأبناء ورعاية المسنين والعمل بالمزرعة، إضافة إلى الأطفال ووالدي الزوجين والأحفاد والعمات والأعمام وأبناء الأخوة وبنات وأبناء العمومة.
العولمة والشباب في أفريقيا
الأسرة التقليدية في المجتمع الأفريقي تأخذ نمط الأسرة الممتدة، حيث تم تحديد النسيج التقليدي للحياة الأسرية منذ فترة طويلة من خلال شبكات القرابة القوية وأنماط الحياة المجتمعية، مما يشكل حجر الأساس للتماسك الاجتماعي والحفاظ على التراث الثقافي، وقد تضمن هذا النسيج التقليدي الأدوار العائلية والعادات والتقاليد وتعزيز الشعور بالهوية الجماعية والترابط.
ولكن مع ظهور العولمة بأبعادها المختلفة، تأثرت الأسرة الأفريقية تأثيرًا جليًّا، فقد طال تأثير العولمة بنية وهيكلة الأسرة وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين أفرادها، وأحدث الكثير من التغيرات غير المرغوب بها.
تأثير العولمة
تعمل العولمة على استبدال القيم الثقافية التقليدية للأفارقة بالقيم الثقافية العالمية، كما تترك آثارها الواضحة على هيكل وتكوين الأسرة. فمع تغلغل القيم والممارسات الغربية بفعل العولمة تعرض النسيج التقليدي للأسرة إلى تحولات عديدة يمكن رصدها في عادات الزواج والطقوس والتقاليد المرتبطة به وإعادة تشكيل أدوار الجنسين التي كانت تحددها الأعراف والعادات التقليدية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل إن هناك العديد من الحضارات الأفريقية فقدت قاعدتها المعرفية من تقاليدها وثقافتها بسبب العولمة، فالأسر الأفريقية التقليدية تأثرت بشكل كبير سواء في أشكالها وأحجامها وأنماط الزواج بها والأدوار بين الجنسين والعلاقات بين الأجيال، كما أكد الباحثون أن العولمة ساهمت بشكل متزايد على تشتت الاستيطان المجتمعي بين أفراد الأسرة في المجتمع الإفريقي، كما ساهمت في تآكل أنظمة القيم الإفريقية.
وقد أكدت عدة دراسات على أن العولمة أثرت بوضوح على الأطفال الأفارقة من خلال وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، وأدت إلى انتشار العديد من القيم السلبية وغير المرغوبة لديهم كالعنف والعدوانية والسلوكيات غير المرغوب بها، هذا إضافة إلى تأثيرها على الهوية الإفريقية التي باتت متأثرة بشكل واضح نتيجة لاستيراد القيم الغربية.
ظهور مشكلات
عدم الاستقرار في العلاقات الاجتماعية التقليدية.
التأثير في القيم والأفكار والمواقف والاتجاهات، ومحو القيم المحلية واستبدالها بأنماط جديدة من السلوك والقيم الأخلاقية والعقائد التي تتعارض مع الثقافات المحلية.
إضعاف دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية، وانشغال أفراد الأسرة بوسائل الإعلام والتكنولوجيا والعمل، مما يقلل من فرص الالتقاء بين الأفراد.
إحداث خلل في التوازن التنموي وسيادة الروح الاستهلاكية وطغيان قيم وعادات غريبة تختلف عن القيم السائدة في المجتمع.
ازدياد الانحراف الاجتماعي بين الشباب بسبب طبيعة المضامين الإعلامية للفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.