تحليل مضمون

«ناتو» مشبوه مع أمريكا وإسرائيل.. عرض مستمر ورفض مصري قاطع

أعلن اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي، ومدير الشئون المعنوية السابق، عن رفض مصر القاطع للانضمام إلي ما يسمي حلف الشرق الأوسط للأمن والاقتصاد، الذي يضم أمريكا وإسرائيل، وهو الحلف الذي بدأت أمريكا الترويج له منذ ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتبنته مؤخرا إدارة بايدن الرئيس الأمريكي الحالي.

قال سمير فرج، العسكري السابق المقرب من النظام المصري، إن مصر ترفض فكرة الانضمام للأحلاف منذ عصر الخمسينات إبان تولي الرئيس جمال عبدالناصر حكم مصر.

وأضاف أن خبر تشكيل حلف الشرق الأوسط انتشر منذ شهرين تقريبا، وتصاعدت حدته مع زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وحضوره قمة الأمن والتنمية بالمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن هذا الحلف ترجع فكرته إلى بعد الحرب العالمية الثانية عام 1949 للتصدي للاتحاد السوفيتي وهدفه الحالي مواجهة روسيا.

وكشف عن أن الخبر الذي تم تسريبه أشاع أن الحلف مكون من 10 دول منها 6 دول بمجلس التعاون الخليجي، ودولتين عربيتين من خارج المجلس هما مصر والأردن، في وجود إسرائيل وأمريكا، معتبرا انضمامهما للحلف بالكارثة.

وأوضح المفكر الاستراتيجي، خلال مداخلة هاتفية،  على قناة “صدى البلد”، أن هذا الخبر المنتشر بمثابة قنبلة اختبار، وظهر وقت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، مشيرا إلى أن مصر ردت على هذه المزاعم بالرفض شكلا وموضوعا، مؤكدا أن مصر تنتهج استراتيجية رفض الأحلاف منذ حلف بغداد، سواء حلف عسكري أو سياسي أو اقتصادي.

وأوضح فرج، أن هناك اتفاقية تسمى الدفاع المشترك تجمع الدول العربية بجامعة الدول العربية، وقعت عام 1951، مشيرا إلى أن الاتفاقية سارية حتى الآن ولا زالت مجموعة الاتفاقية موجود ومشروعها أن الاعتداء على دول الاتفاقية يمثل اعتداء على جميع الدول العربية.

 

لماذا رفضت مصر التحالف مع أمريكا وإسرائيل؟

وقبل أيام، كتب في هذا الشأن اللواء سمير فرج _في مقالة بجريدة الأهرام العريقة، حول ما أشيع عن اشتراك مصر فيما يعرف بحلف الناتو العربي_ أن الحلف المزعوم،  طرح أولا في وسائل الإعلام الغربية باسم MESEA ، وذلك اختصارًا لاسم Alliance Economy & Security East Middle ،أي تحالف الشرق الأوسط للأمن والاقتصاد.

وكشف أن الحلف يسمح بوجود قواعد عسكرية لباقي أعضاء الحلف على أراضيها، تمامًا مثلما يحدث بين دول حلف الناتو، فتجد للولايات المتحدة قواعد عسكرية، وقوات متمركزة، فى معظم دول حلف الناتو، مثل قاعدة أنجرليك فى تركيا، التي تحتوى على 50 رأسا نوويا، منذ عهد الاتحاد السوفيتى السابق.

وأشار إلي أن الانضمام للحلف معناه فتح خزائن المعلومات العسكرية لباقى الدول الأعضاء، لذلك رفضت مصر، لعدم قبولها وجود أى قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، أو الإفصاح عن أسرارها العسكرية.

كما كشف عن أنه رغم وضوح، وثبات استراتيجية مصر من عدم الانضمام لأحلاف، خاصة العسكرية، فإن ذلك لم يمنع العديد من الدول من الاستمرار فى محاولة إقناع الإدارة المصرية بالسماح لها بإنشاء قواعد عسكرية على الأراضى المصرية حتى إن بعضهم قد قدم الكثير من الإغراءات المالية، وعرضوا أن تكون تلك القواعد محددة المدة، ولتكن مدتها عشر سنوات، على سبيل المثال، مثلما عرضت إحدى الدول الأجنبية مقابل إقامة قاعدتها العسكرية فى منطقة البحر الأحمر عند حدود مصر الجنوبية، والذي قوبل بالرفض المصري القاطع والحاسم في هذا الشأن.

قواعد عسكرية امريكية- المصدر روسيا اليوم
قواعد عسكرية امريكية- المصدر روسيا اليوم

ناتو مع أمريكا وإسرائيل.. عرض مستمر 

وفي تقرير لـ بي بي سي، منشور منذ 2019 كان قد سلط الضوء على أبرز ما تناوله مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في إدارة ترامب وقت جولته بالشرق الأوسط والتي شملت مصر والعراق والأردن، ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث كان الحديث عن تحالف جديد، مع أصدقاء أمريكا في المنطقة، بهدف مواجهة التهديد الإيراني وفق قوله.

والتقرير ذكر أن بومبيو تحدث عن المقترح الأمريكي بالتفصيل، في القاهرة ثالث محطة في جولته، خلال كلمة له بالجامعة الأمريكية في القاهرة، قال صراحة إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تريد تأسيس حلف استراتيجي شرق أوسطي، لمجابهة أكبر خطر في المنطقة، ولتعزيز التعاون في الطاقة والاقتصاد وسيضم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.

ووجه بومبيو حديثه لهذه الدول قائلاً: “واليوم نحن نطلب من كل دولة من هذه الدول اتخاذ الخطوة التالية ومساعدتنا على تمتين التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي”.

وفي حديث مع قناة العربية السعودية، أجرته معه في أبو ظبي، عاد بومبيو ليؤكد على ذلك قائلا: “نريد تحالفا وقوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة على اختلافها”، مشددا على أن إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، لا يتناقض مع استراتيجيتها في المنطقة تجاه محاربة الإرهاب أو مواجهة إيران.

واعتبرت بي بي سي أن الفكرة لا تبدو جديدة، على استراتيجيات واشنطن في المنطقة، فقد تم الترويج لتشكيل حلف أمني في مواجهة إيران، تحت اسم “الناتو العربي”، خلال القمة التي شهدتها الرياض، في مايو 2017، لكن الحديث عن الفكرة تراجع بعد تفجر الأزمة الخليجية، لتعود الإدارة الأمريكية لإحياء الفكرة، حيث قالت إنّه سيتم إعلانها تحت مسمى “التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط”.

زر الذهاب إلى الأعلى