موعد تنفيذ الهدنة في غزة.. “ساحة الرهائن” تترقب والفلسطينيون ينتظرون عودة الحياة
إعلان اتفاق الهدنة في غزة ووقف إطلاق النار شهد ترحيبا أمميا ودوليا، وذلك بعد إعلان حماس التوصل إلي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية مقابل الإفراج عن مجموعة من الرهائن مقابل أسري من الجانب الفلسطيني.
وعقب الإعلان عن الاتفاق أصبح موعد تنفيذ الهدنة في غزة موضع بحث من جانب المتابعين للصراع في الشرق الأوسط، خاصة أن إعلان تفاصيل الاتفاق لم يذكر موعدا محددا لتنفيذ الهدنة.
وتقول مصادر لبي بي سي إن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس سيدخل حيز التنفيذ غدا الخميس في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.
تفاصيل الهدنة في غزة
الاتفاق بين إسرائيل وحماس توصل إلي إطلاق سراح 50 رهينة إسرائيلية ووقف القتال للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفقا بيان صادر عن حماس، جاءت البنود كالتالي:
أولاً، تتوقف جميع أنشطة الطائرات بدون طيار والطائرات الإسرائيلية لمدة أربعة أيام في جنوب القطاع.
ثانيا، في الشمال، سيتوقف نشاط الطيران الإسرائيلي جزئياً بين الساعة 08:00-14:00 بتوقيت جرينتش كل يوم خلال الهدنة.
ثالثا، تلتزم القوات الإسرائيلية بالتوقف عن مهاجمة أو اعتقال أي شخص.
رابعا، الاتفاق يسمح لـ 200 شاحنة محملة بالمساعدات وأربع صهاريج وقود وأربع شاحنات تحمل الغاز بدخول غزة عبر معبر رفح المصري في كل يوم من الأيام الأربعة.
قادة ومسؤولون دوليون يرحبون بالاتفاق بين حماس وإسرائيل
تتواتر ردود الفعل الدبلوماسية حول العالم على الصفقة، إذ رحب رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالهدنة، منوهاً “هذا ليس كافياً لإنهاء معاناة المدنيين” ودعا إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تحرير الرهائن المتبقين وإلى وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن عدد قتلى الغارات الإسرائيلية منذ السابع من الشهر الماضي تجاوز 14 ألفا.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الهدنة بأنها “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به”.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها تأمل أن يساعد الاتفاق في إنهاء الحرب بشكل كامل و”بدء عملية نحو سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين”.
ويتوجه العاهل الأردني الملك عبد الله، لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول كيفية إنهاء “العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين”، بحسب بيان للديوان الملكي.
“ساحة الرهائن”.. رد فعل الداخل الإسرائيلي بعد إعلان اتفاق الهدنة
وتعليقا على انتظار موعد تنفيذ الهدنة في غزة، ذكرت مراسلة بي بي سي في تل بيب، أنه بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار تترقب “ساحة الرهائن” -التى شهدت تظاهرات تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عن الرهائن- وهناك مزيج من الترقب وشد الأعصاب بحسب الأجواء الملموسة.
ووصفت المراسلة الصفقة بالهشة، ولن يطمئن الإسرائيليون حتى رؤيتهم لذويهم المفترض الأفراج عنهم وهم أحرار بالفعل. ولكن بكل تأكيد يسود إحساس بأن الارتياح يقترب.
“ساحة الرهائن”.. تقع أمام متحف تل أبيب للفنون والتى غدت على مدار أسابيع الحرب نقطة تجمع محورية للمحتجين من أسر هؤلاء الرهائن وكذلك الإسرائيليين العاديين.
في المكان نفسه لاتزال تنتصب منضدة فارغة وعددٌ من الكراسي الشاغرة على كل منها وضع على كل منها صورةُ رهينة من الرهائن المختطفين وبعضها تم تخصيصه لنساء وأطفال صغار تتطلع الآمال الآن إلى أن يتم البدء في إعادتهم خلال الـ24 ساعة القادمة.
الأهالي في غزة يتمسكون بالحياة
ورغم سقوط ما زيد عن 14 ألف شهيد من أهالي غزة أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، لا تزال الحياة مستمرة في قطاع غزة مع ظهور وضع جديد تتحدد ملامحه بالدمار والنزوح ومصاعب يومية في البحث عن الطعام ومحاولة الحفاظ على جفاف الأجساد والملابس من المطر.
الأطفال ينبشون وسط الأنقاض بعد غارة جوية على بناية ويلتقطون أدوات منزلية من تحتها. عائلات تقف في طوابير للحصول على أكياس الطحين التي يوزعها موظفو الأمم المتحدة. متطوعون يطبخون حساء العدس لمنح النازحين شعورا بالدفء بعدما ابتلت أجسادهم بمياه الأمطار وفقا لما رصدته رويترز.
وفي مدينة رفح، كان موظفون من الأمم المتحدة يفرغون شاحنة مساعدات مليئة بأكياس الطحين. وكان الناس ينقلون هذه الأكياس على دراجاتهم أو على عربات تجرها حمير أو يحملونها على ظهورهم.
ولا تكفي المساعدات الغذائية التي تصل إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر لإطعام الجميع بشكل كاف. وتهدف هذه المساعدات إلى إنقاذ حياة مئات الآلاف من سكان القطاع.
وقالت تغريد جابر، وهي نازحة من بيت حانون شمال القطاع “نحن 13 شخصا. هذه الأكياس الثلاثة أو الأربعة (من الطحين) التي يعطونا إياها لا تكفينا. كنا نأخذ ثمانية أو عشرة أكياس. هذا لا يكفي”.
وأضافت تغريد أن أفراد أسرتها يعيشون في خيام ولا يستطيعون الحفاظ على أجسادهم جافة عند هطول المطر. وقالت إن الأطفال يشعرون بالبرد الشديد ويفترشون الأرض ويحتاجون إلى أغطية. وذكرت أنهم ظلوا لعدة أيام لا يأكلون سوى الأرز قبل وصول الطحين.
ووقف رجال ونساء وأطفال يحملون أوعية فارغة وأوعية بلاستيكية في انتظار الحصول على حصتهم من الحساء، بينما كان المتطوعون يستخدمون مغرفة ولوحا طويلا من الخشب لطهي الحساء في ثلاثة أوعية معدنية كبيرة.
وقالت النازحة منيرة المصري “كان حساء العدس طبقا عاديا لا يكترث لأمره أحد، لكنه الآن أفضل من لحم الضأن بالنسبة لنا. نحن ممتنون لأن حساء العدس أصبح متوافرا لنا الآن بفضل هؤلاء المتطوعين”.