ماذا يعني رفع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لدرجة الشراكة الاستراتيجية؟
رفعت مصر والاتحاد الأوروبي علاقاتهما لدرجة الشراكة الاستراتيجية، فـ ماذا يعني رفع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لدرجة الشراكة الاستراتيجية؟، خاصة بعد أن تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم دعما ماليا لمصر بقيمة 7.4 مليار يورو .
موقع «مضمون» يجيب على الأسئلة التى تشغل المواطنين، خاصة أن مصر تعيش ظروفا اقتصادية صعبة، ويأمل المواطنون في تحسن الاقتصاد من خلال مشروعات واستثمارات خارجية توفر العملات الأجنبية التى أثر نقصها على الحياة اليومية للمواطن، وأسعار السلع والمنتجات.
ومن خلال ما ورد من بيانات رسمية من الجانب المصري والأوروبي، وتصريحات الزعماء خلال توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية، وما تبعها يمكن معرفة ماذا يعني رفع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لدرجة الشراكة الاستراتيجية؟.
ماذا يعني رفع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لدرجة الشراكة الاستراتيجية؟
تعكس قمة مصر والاتحاد الأوروبي، التي انطلقت اليوم بالقاهرة، قوة وعمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، كما تؤسس لمرحلة جديدة من شراكة قوية ممتدة.
وشهدت القمة التوقيع على الإعلان السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات إلى مستوى “الشراكة الشاملة والاستراتيجية”.
ويعمل الاتحاد الأوروبي ومصر باستمرار على تحسين العلاقات التجارية والاستثمارية من أجل تعزيز التنمية والنمو بما يحقق المنفعة المتبادلة بدعم من روابط قوية على مدار عقود.
ووفقا للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، يعتبر الاتحاد المستثمر الرائد في مصر؛ حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم حوالي 38.8 مليار يورو تمثل حوالي 39٪ من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر.
رأي الخبراء في توقيع الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي
وقال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن قمة مصر والاتحاد الأوروبي تعكس تزايد الثقة الدولية في الاقتصاد المصري خاصة بعد التطورات الإيجابية الأخيرة مثل تحرير سعر الصرف ورفع قيمة قرض صندوق النقد الدولي من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، كما تدعم التعاون بين الجانبين في المرحلة المقبلة بشكل أكبر .
وأكد السيد، على أن الاتحاد الأوربي يعد شريكا تجاريا قويا وناجحا لمصر وأكبر تعاملات تجارية لمصر في الخارج تتم مع الاتحاد الأوروبي ومعدلات التصدير المصرية الى الاتحاد مرتفعة جدا، مضيفا أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
يعد أيضا شريكا مهما في عمليات التمويل مصر.
كما أشار الى تزايد الاستثمارات الأوروبية في مصر متوقعا أن ترتقع بشكل أكبر بعد قمة اليوم في ظل نجاح خطوة تحرير سعر الصرف واستقرار سوق النقد خاصة ان السوق المصري بات الأكثر ربحية للمستمرين مقارنة بدول أخرى.
واتفق مع ما سبق الدكتور أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الأعمال المصري الكندي، مضيفا أن قمة مصر والاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات إلى مستوى “الشراكة الشاملة والاستراتيجية” دفعة جديدة للشراكة القوية بين مصر والاتحاد الاوروبي.
وقال خطاب إن مصر حريصة على تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الاتحاد الأوربي كما أن الاقتصاد المصري في الوقت الراهن لديه القدرة على جذب كافة الاستثمارات.
وتابع “الحزمة المالية التي أعلنت من الاتحاد الأوربي لمصر تدعم الاحتياطي النقدي المصري وتعزز سوق الصرف بشكل أكبر، مؤكدا على أن الاقتصاد المصري يملك من الإمكانيات التي تجعه قادرا على الانطلاق وارتفاع معدلات النمو بشكل أكبر”.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في كلمتها اليوم عن رفع العلاقة فيما بين الاتحاد الأوروبي ومصر إلى مستوى استراتيجي يشمل شراكة استراتيجية شاملة.
وقالت أورسولا فون دير لاين – خلال القمة المصرية الأوروبية – “أننا نوافق على مجموعة من الحزم تشمل التجارة والاستثمار والاستثمار في التعليم والثقافة والشباب يصاحبه حزمة من الدعم المالي تقدر بـ 7.4 مليار يورو في السنوات المقبلة” مشيرة إلى أننا سوف نعمل معا لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والفرص المتكافئة.
وقال خطاب، الخبير الاقتصادي، إن الاتحاد الأوروبي يسعى لزيادة التعاون مع مصر باعتبارها بوابة مهمة لصادراته الى أفريقيا والاستثمار هناك عبر مصر.
وأشار الى أن تحرير سعر الصرف والتطورات الاقتصادية الكبيرة الى تشهدها مصر حاليا شجعت الكثير من المستثمرين الدوليين.
حجم التبادل التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي
وفي بيان صدر اليوم، ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي سجلت 31.2 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 38.6 مليار دولار عام 2022 بنسبة انخفاض قدرهــا 19.2%.
وأشار إلى انخفاض قيمة الصادرات المصرية لدول الاتحاد الأوروبي لتسجل 11.8 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 17.3 مليار دولار خلال عام 2022 بنسبة انخفاض قدرها 31.8%، كما انخفضت قيمة الواردات المصرية من دول الاتحاد الأوروبي لتسجل 19.4 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 21.3 مليـار دولار خــلال عـام 2022 بنسبة انخفاض قدرها 9%.
وجـاءت إيطاليا على رأس قائمة دول الاتحاد الأوروبي من حيث الصادرات المصرية خلال عام 2023، حيث بلغت قيمة صادرات مصر لها 3.1 مليار دولار، يليها اسبانيا بقيمة 1.8 مليار دولار، ثم اليونان بقيمة 1.6 مليـار دولار.
وأهم المجموعات السلعية التي صدرتها مصر لدول الاتحاد الأوروبي لعام 2023 ، وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 2.9 مليار دولار ، حديد وصلب – فولاذ بقيمة 1.2 مليار دولار.
وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بدول الاتحاد الأوروبي 652 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023 مقابل 828.2 مليون دولار خلال العام المالي 2021/2022 بنسبة انخفاض قدرها 21.3% ,وجاءت المانيا على رأس دول الاتحاد الأوروبي في تحويلات المصريين العاملين بها خلال العام المالي 2022/2023 حيث بلغت قيمتها 129.8 مليون دولار.
ووفق الموقع الرسمي للاتحاد الأوربي ،يعد الاتحاد أهم شريك تجاري لمصر؛ حيث يمثل حوالي 25٪ من إجمالي حجم التبادل التجاري مع مصر،وتضاعفت التجارة الثنائية في السلع ثلاث مرات تقريبا منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز النفاذ؛ حيث نمت من 8.6 مليار يورو في عام 2003 (السنة التي سبقت دخول اتفاقية الشراكة حيز التنفيذ) إلى 24.5 مليار يورو في عام 2020.
وتصدر مصر في الغالب إلى الاتحاد الأوروبي الوقود والمنتجات التعدينية والكيماويات والمنتجات الزراعية.
يشار هنا إلى أن مصر والاتحاد الأوروبي، أكدا خلال الاجتماع العاشر لمجلس المشاركة بينهما الذي عقد في بروكسل في يناير الماضي عزمهما الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والاستراتيجية.
وشدد بيان مشترك خلال هذا الاجتماع على أن الاتحاد الأوروبي ومصر يعدان شريكين تجاريين مهمين وسيعملان معًا من أجل المزيد من تعزيز العلاقات التجارية الثنائية وتشجيع الاستثمارات وسيواصلان توطيد حوارهما التجاري البناء لمواصلة تعزيز بيئة الأعمال والاستثمار لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
نص كلمة الرئيس السيسي في مؤتمر توقيع الشراكة الاستراتيجية
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمرا صحفيا مع القادة الأوروبيين أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وألكسندر دي كروو، رئيس وزراء مملكة بلجيكا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، نيكوس خريستو دوليدس، رئيس جمهورية قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية، وكارل نيهامر، مستشار النمسا، وجورجيا ميلوني، رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية وذلك لبحث سبل التعاون بين البلدين وتعزيز العلاقات المصرية والأوربية.
جاء المؤتمر الصحفي في ختام قمة في القاهرة اليوم بين مصر والاتحاد الأوروبي، شهدت التوقيع علي الإعلان السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات إلى مستوى “الشراكة الشاملة والاستراتيجية”.
وإلي نص الكلمة الرئيس السيسي:
اسمحوا لي في البداية .. أن أُرحب بكم ضيوفاً أعزاء على مصر .. حيث تأتي زيارتكم للقاهرة اليوم .. وسط زخم مكثف .. تشهده العلاقات المصرية الأوروبية .. سواء مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي .. أو دوله الأعضاء.
لقد مثلت زيارتكم اليوم .. محطة شديدة الأهمية .. في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي .. إذ نجحنا معاً .. في تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا .. حيث قمتُ منذ قليل .. بالتوقيع مع السيدة “أورسولا فون دير لاين” .. رئيسة المفوضية الأوروبية .. على وثيقة إعلان سياسي مُشترك .. لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي .. إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية والشاملة”.. بهدف الارتقاء بمستوى التعاون .. من أجل تحقيق المصلحة المُشتركة.
السيدات والسادة،
لقد اقترن مسار ترفيع العلاقات .. بين مصر والاتحاد الأوروبي .. بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري .. وتتكون هذه الحزمة .. التي تبلغ حوالي 7,4 مليار يورو .. من ثلاثة مكونات رئيسية .. تتمثل في التمويل المُيسر .. وضمانات الاستثمار .. والدعم الفني لتنفيذ مشروعات التعاون الثنائي.
اتفقنا أيضاً مع السيدة رئيسة المفوضية الأوروبية .. على عقد مؤتمر للاستثمار .. بين مصر والاتحاد الأوروبي .. خلال النصف الثاني من العام الجاري .. للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية في مصر .. وبما يسهم في تعزيز انخراط الشركات الأوروبية .. في السوق المصرية.
كما شهدت مباحثاتنا اليوم .. تركيزاً خاصاً على تعزيز التعاون في مجال الطاقة .. سواء فيما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي .. أو الربط الكهربائي .. حيث اتفقنا على التعاون .. في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر .. كمصدر للطاقة النظيفة .. وأكدنا مواصلة التعاون القائم .. في إطار منتدى غاز شرق المتوسط .. لما يساهم به في تحقيق أمن الطاقة .. على المستويين الإقليمي والدولي.
السيدات والسادة،
لقد تناولت المباحثات أهمية الاستمرار في مواجهة التحديات المُشتركة .. وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية .. حيث أكدنا التزامنا بمكافحة هذه الظاهرة .. في إطار التعاون القائم .. مع تضمين البُعد التنموي في معالجتها .. إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية.
واتفقنا على ضرورة دعم جهود مصر .. التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية .. منذ عام 2016 .. فضلاً عن استضافة 9 ملايين أجنبي في مصر .. يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية .. أسوة بالمواطنين المصريين.
الحضور الكريم،
لقد حظيت الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك .. باهتمام كبير في محادثاتنا اليوم .. وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب في غزة .. حيث أكدتُ حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار .. وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية .. ودعوت في هذا الإطار القادة الأوروبيين .. لبذل المزيد من الجهد لوقف إطلاق النار .. بشكل فوري وغير مشروط .. فضلاً عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة .. لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية .. التي يعيشها الفلسطينيون.
اتفقنا والقادة الأوروبيون .. على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح .. بما سيضاعف من الكارثة الإنسانية .. التي يُعاني منها المدنيون بالقطاع .. فضلاً عن آثار تلك العملية .. على تصفية القضية الفلسطينية .. وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلاً .. وتؤكد مصر مجدداً .. رفضها الكامل لأي محاولات من قبل اسرائيل .. لتهجير الشعب الفلسطيني قسرياً .. من أرضه المحتلة منذ عام ١٩٦٧ .. بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
لقد استعرضتُ باستفاضة .. الجهود المصرية الرامية لحل الأزمة .. مع تأكيد أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية .. بمنظور شامل ومُتكامل .. يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المُستقلة .. على حدود 1967 .. وعاصمتها القدس الشرقية.
أُود أن اختتم كلمتي .. بتأكيد ضرورة توحيد رسالتنا للمجتمع الدولي .. لإبراز أن مُعاناة الشعب الفلسطيني .. في كامل الأرض الفلسطينية المُحتلة .. على مدار العقود الماضية .. لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين .. ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة .. والعمل على تنفيذ حل الدولتين .. وفقاً للمرجعيات الدولية .. وأن التسويف في حل تلك القضية .. يُعرّض المنطقة، والعالم بأسره .. لعدم الاستقرار.
السيدات والسادة القادة الأوروبيون،
أرحب بكم مجدداً ضيوفاً على مصر .. وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم .. وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء .. والتنسيق المستمر بيننا.