تحليل مضمونمضمون اللحظة

بعد أيام على جولة بايدن.. لماذا يزور لافروف القاهرة في هذا التوقيت؟

زيارة لافروف لمصر كان لها مردود كبير بين الأوساط الدولية السياسية، حيث وصل سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إلى القاهرة في زيارة رسمية، في جولة أفريقية تستغرق 5 أيام يزور خلالها أيضا الكونغو وأوغندا وإثيوبيا.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما أجرى مباحثات مع وزير الخارجية سامح شكري بحضور وفدي البلدين.

وقال أحمد حافظ المتحدث باسم الخارجية المصرية، عبر “تويتر”، إن المباحثات تستهدف تناول مجمل موضوعات التعاون الثنائي بين مصر وروسيا، وتبادل الرؤى حول الموضوعات الإقليمية والدولية.

وألقي لافروف كلمة في الجامعة العربية تطرق خلالها لتطور العلاقات العربية الروسية.

وقال لافروف في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” وقناة “RT” في وقت سابق إن روسيا لديها علاقات طويلة الأمد وجيدة مع إفريقيا، منذ أيام الاتحاد السوفيتي، مضيفا أن موسكو تعمل بنشاط في السنوات الأخيرة على استعادة موقعها في القارة، مشيرا إلى أن هذا النهج تشاركها فيه الدول الإفريقية.

 

أهمية زيارة لافروف إلى مصر

وقال الدكتور نبيل رشوان، المتخصص في الشأن الروسي، إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى القاهرة تصب في مصلحة روسيا في المقام الأول، خاصة مسألة القمح.

وتابع: لافروف أكد أن المشروعات المشتركة تسير دون تأثر بالأزمة الروسية الأوكرانية، ومنها مشروع الضبعة ومشروع شرق التفريعة والعديد من المشروعات المشتركة بين مصر وروسيا، لافتًا إلى أن مصر دولة مهمة جدًا بالنسبة لروسيا ولابد من العودة للقاهرة عند اتخاذ أي قرار متعلق بالشرق الأوسط”.

وأشار إلى أن روسيا تريد عالمًا متعدد الأقطاب، خاصة بعد انطلاق قمة طهران الثلاثية (روسيا – إيران – تركيا) والتى تعمل على تعدد القطبية العالمية من خلال جمع الحلفاء وتحديد مواقف هذه الدول من الأزمة الحالية، مشيرًا إلى أنه من الوارد أن يقبل الجانب الأوكراني وساطة الأمم المتحدة لإنهاء النزاع.

ماذا بعد زيارة لافروف لمصر؟

ويعتزم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، القيام بجولة لدول أفريقية تعتبر هيّ الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وتتضمن الجولة زيارة مصر وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، حيث جاءت بعد أكثر من أسبوع على جولة بايدن للشرق الأوسط، زار خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، وشارك في قمة تجمع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر والأردن والعراق.

المنطقة الصناعية في السويس.. ماذا تريد روسيا؟

وقبل يومين من هذه الجولة قال لافروف إنه سيزور إفريقيا، وفي زيارة تشمل مصر وإثيوبيا وأوغندا والكونغو، حيث أن مصر شريكنا الرائد، في بناء المنطقة الصناعية في السويس، ومحطة الضبعة النووية.

وأضاف: “تشاركنا في تشييد المشاريع الصناعية العملاقة في القارة الإفريقية علاوة على دور الاتحاد السوفيتي في تحرير كثير من الدول الإفريقية من الاستعمار”، مؤكدا أن تلك الجولة تركز على الإعداد الجيد للقمة الإفريقية الروسية التي يُعلن عن مكان انعقادها لاحقا.

وفي وقت سابق أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن التعاون مع الدول الإفريقية استراتيجي وطويل الأجل، وأن تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية.

لافروف
لافروف

خطاب بالجامعة العربية

وألقي وزير الخارجية الروسي خطابا أمام مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد على مستوى المندوبين، خلال زيارته إلى القاهرة.

ووجه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، رسالة طمأنة إلى الجانب المصري، بشأن مخاوفه المرتبطة بأزمة الغذاء وإمدادات الحبوب، فى ظل الحرب فى أوكرانيا، مشددا على إيفاء موسكو، بجميع التزاماتها.

وقال لافروف -فى تصريحات صحفية نقلها موقع “روسيا اليوم” مساء اليوم: “أكدنا (للجانب المصري) تمسّك المصدرين الروس للحبوب بالإيفاء بجميع التزاماتهم”.

وأضاف أن “الرئيس فلاديمير بوتين أكد على ذلك أيضا خلال محادثة هاتفية أجريت مؤخرا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي”.

وتابع الوزير الروسي بالقول : “أصر المفاوضون الروس في محادثات إسطنبول على أن تصدير الحبوب الروسية والأوكرانية يجب أن يتم حله بطريقة الحزمة الشاملة، ولم تكن روسيا لتبرم صفقة (الغذاء) إذا لم يتم حل مشكلة رفع الحظر عن تصدير الحبوب الروسية”.

وأكد لافروف، أن “الأوكرانيين يقومون بإزالة الألغام من مياههم الإقليمية والسماح للسفن بالمغادرة من هناك، أثناء عبورهم البحار، ستعمل روسيا وتركيا على ضمان أمنهما من خلال قواتهما البحرية”.

واستطرد، أنه “فيما يتعلق بتصدير الحبوب الروسية، فقد تعهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش برفع القيود المفروضة على السلاسل اللوجستية والمالية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

زيارة لافروف لمصر وعلاقتها بجولة بايدن

وقال الخبير السياسي، جمال شقرة، في تصريحات صحفية إن زيارة لافروف لمصر جاءت بعد “موقف القاهرة غير المنحاز” من الصراع الأوكراني الروسي، متوقعًا أن يستغل لافروف، الزيارة لتوضيح وجهة نظر روسيا بشأن الحرب وجذب حلفاء من خارج الغرب، ومشيرا إلى أنها ستدعم العلاقات التي تعززت بعد زيارة إلى موسكو قام بها وفد عربي في أبريل الماضي.

كما اعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، حسين هريدي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ، أن زيارة لافروف ليست ردًا على زيارة بايدن لأن روسيا تستهدف مصالحها في إفريقيا على عكس الشرق الأوسط، مؤكدا على وجود موسكو الكبير في المنطقة، مشددا انه رغم تلك العلاقات المتميمزة إلا ان دول المنطقة تتجنب الانحياز إلى جانب في حرب أوكرانيا، ورجح أن زيارة لافروف لمصر ثم إلي إثيوبيا، قد تشير إلى اهتمام موسكو بنزاع سد النهضة.

وقال هريدي لـ “سكاي نيوز عربية”، إن زيارة لافروف للقاهرة طبيعية وتأتي في إطار العلاقات المصرية الروسية الاستراتيجية، مؤكدا أن مصر لا تنحاز ضد أي طرف في الأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن هذه الجولة تتعلق بالسياسة الخارجية الروسية في أفريقيا، ويتوضيح وجهة نظر بلاده بشأن أنشطة مجموعة “فاغنر” في شرق أفريقيا.

ولفت إلى ضرورة النظر إلى توقيت الزيارة خاصة أنها الأولى منذ 24 فبراير الماضي أي موعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتستهدف تعزيز التنسيق بين موسكو والعواصم الأفريقية.

وشدد “هريدي” على أن الدول العربية اتخذت موقفا متوازنًا من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولم تنحاز لطرف على حساب آخر.

وبشأن ارتباط الجولة بزيارة بايدن إلى جدة، قال “هريدي” إن روسيا لها وجود في المنطقة، والدول العربية والأفريقية لها علاقات مع موسكو وحريصة على تعزيز تلك العلاقات، لكن رغم ذلك فدول المنطقة أعلنت أنها لن تنحاز لأي طرف من طرفي الحرب.

 

Back to top button