تحليل مضمونمضمون عالمي

كيف تواجه مناطق سيطرة المعارضة السورية تداعيات الزلزال؟

تتضاءل فرص النجاة من الزلزال في المناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة السورية، وتحديداً إدلب وريف حلب الواقعتين شمال غربي سوريا.

فبينما تنتظرُ فرق الإنقاذ المحلية آليات ومعدات يمكنها تسريع عمليات البحث، يقف العشرات على أطلال منازلهم المهدمة، بانتظار أي أخبار عن ذوييهم العالقين تحت الأنقاض.

من يتولى البحث والإنقاذ؟

منذ بداية الكارثة في 6 فبراير، نشرت فرق إنقاذ الدفاع المدني المعروفة باسم “الخوذ البيضاء” عناصرها الذين يتجاوز عددهم 3 آلاف، في المناطق المتضررة.

لكن كما قال رئيسها رائد الصالح لـ”الشرق” من مكان إقامته في إدلب، فإن المنظمة “بحاجة ماسة إلى المعدات اللازمة والآليات التي تساعد على عمليات الإنقاذ، لا سيما وأن الخوذ البيضاء تُقدم استجابات للأزمات الأقل حدة، كالحرائق والحوادث وعمليات الإجلاء والإنقاذ، التي تعقب القصف الذي تشنه قوات روسية وحكومية على المنطقة”، وفق تعبيره.

 

وبحسب الصالح فإن “إمكانيات الخوذ البيضاء أقل من حجم الكارثة، لأن عمليات البحث والإنقاذ تتطلب جهوداً كبيرة، مع وجود مئات العائلات العالقة تحت الأنقاض، والتي تتضاءل فرص خروجها على قيد الحياة”، وهو ما يعني أن عناصر الخوذ البيضاء “في سباق دائم مع الوقت”، بينما لم تتلقَ منظمتهم أي مساعدات تتضمن آليات ومعدات استجابة للزلازل.

وأشار رئيس المنظمة إلى أن “التنسيق جارٍ مع أطراف ومسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لتدارك الموقف، وإرسال الدعم اللوجيستي في أسرع وقت”.

وعما إذا كان هناك “تقصير أممي” في إرسال المساعدات اللازمة إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة، اتهمت المنظمة الأمم المتحدة بـ”البيروقراطية المُفضية إلى قتل مزيد من السوريين”، مطالبةً بـ”فتح تحقيق دولي بخصوص طريقة التعاطي الأممية مع الكارثة، من حيث تقديمها المساعدات لمناطق الحكومة من دون مناطق المعارضة”.

الخوذ البيضاء
الخوذ البيضاء

لكن في المقابل رفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الحديث عن التقصير الأممي، وقال في تصريحات لـ”الشرق”، إن “المنظمة الدولية تستجيب للوضع الإنساني، بصرف النظر عن الموقف السياسي، وتساعد دمشق كما تساعد إدلب”.

المنظمة ليست الوحيدة العاملة في مجال الإغاثة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إذ هناك “استجابة محلية” في المناطق المتضررة، عن طريق فرق متطوعة ولكنها بإمكانات محدودة، فضلاً عن منظمات إنسانية وإغاثية في الشمال السوري.

ويقول براء بابولي مسؤول المكتب الإعلامي عن واحدة منها، إن “إمكاناتهم إغاثية بحتة، وليس لديهم القدرة على تقديم ما يلزم من معدات بحث وإنقاذ، لأن هذا الموضوع يتطلب جهداً وتنسيقاً دوليين”.

الخوذ البيضاء
الخوذ البيضاء

نقص كبير في معدات الإنقاذ

على عكس الجارة تركيا التي تتمتع بإمكانيات استجابة متقدمة للزلزال، فضلاً عن وصول عشرات فرق الإنقاذ إليها، تعيش المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وضعاً صعباً في تأمين مستلزمات الإنقاذ. وتقتصر إمكانياتها على معدات الحفر البسيطة، من “جرافات وتريكسات وبواكر”.

وأكد عضو مجلس إدارة منظمة الدفاع المدني أحمد يازجي لـ”الشرق” أنهم حالياً “في أمس الحاجة لمعدات بحث متطورة، وتقنيات تكنولوجية متقدمة، وفرق إنقاذ بإمكانيات حديثة، لأن طبيعة الزلزال خلفت دماراً غير مسبوق، وشكّلت طبقات متراكمة من أنقاض المباني، الأمر الذي يُصعب عمليات الوصول إلى ناجين تحت الأنقاض”.

وعن هذا الموضوع أيضاً، أكد الصحافي السوري محمد الفيصل، أن “فرق الإنقاذ لم تعد تسمع أصوات ناجين تحت الركام”، ولفت إلى “وجود مئات العالقين تحت الأنقاض”، مؤكداً أن “المئات من الأشخاص في مختلف المناطق المتضررة، بانتظار أي أخبار عن ذويهم العالقين تحت الأنقاض”.

حافلات الإنقاذ
حافلات الإنقاذ

أبرز المناطق المتضررة

في إدلب تتصدر مدينة حارم المشهد، ومعها أرمناز وسلقين وسرمدا ودركوش وعزمارين، تُضاف لها بلدة بسنيا الواقعة قرب الحدود السورية التركية، والتي تتوسط مدينتي حارم وسلقين. وهناك تسبب الزلزال بانهيار مُجمع سكني يضم حوالى 120 عائلة، مؤلف من 15 بناءً، يضم كل منها 5 طوابق. وفي وقت انتشلت عشرات الضحايا، لا يزال العشرات تحت الأنقاض.

وفي ريف حلب الشمالي، لا يقل المشهد قسوة عن إدلب، إذ تتصدر بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين والواقعة شمال غربي حلب، عناوين الأخبار القادمة من مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وهناك قال الصحافي عمار الجابر لـ”الشرق”، إن “البلدة أشبه بمدينة ركام وحطام”، مؤكداً “دفن العشرات في مقابر جماعية، مع وجود العشرات تحت الأنقاض، من دون إمكانية الوصول إليهم”، فضلاً عن “وجود مئات العائلات في العراء، بسبب تضرر منازلها بشكل كلي أو جزئي”.

وأضاف أن “عشرات الأبنية مهدمة بشكل كامل، كما أن عددها يتجاوز 220 بناءً، وأن عشرات الأشخاص تحت الأنقاض بانتظار من ينقذهم”.

سوريا
سوريا

Back to top button