فيلم حياة الماعز القصة الحقيقية.. 3 اختلافات بين السينما الهندية والواقع
ظهر خلال الفترة الماضية فيلم أثار جدلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح الحديث عليه كثيرًا، وهذا الفيلم هو The Goat Life حياة الماعز، حيث أن قصته تدور حول معاملة الكفيل السعودي للعمال غير السعوديين، ويتساءل الكثير عن حقيقة قصة فيلم حياة الماعز والتي سنرصدها لكم في هذا التقرير.
فيلم حياة الماعز القصة الحقيقية
انقسمت الآراء حول فيلم The Goat Life حيث الكثير أكد حقيقة الفيلم وأنه بالفعل يتم التعامل مع العمال غير السعوديين بطرق غير آدمية وتصل إلى التعد عليهم بالضرب، والبعض الآخر أنكر تلك الحقيقة والقصة وقال إنه لا وجود لصحة هذه الرواية وأنه يتم التعامل مع الأشخاص غير السعوديين بأفضل معاملة وإعطائهم كافة حقوقهم.
قصة فيلم حياة الماعز
تدور قصة الفيلم في بداية التسعينات حول عامل هندي يدعى نجيب الذي قام برهن منزله وبيع كل مايملك مقابل السفر إلى المملكة العربية السعودية للحصول على عمل، وبالفعل بدأت رحلته مع صديقه حكيم الذي شاركه في السفر للعمل، وعندما وصلا الصديقين إلى مطار السعودية تأخر عليهم كفيلهم، ليأتي كفيل آخر قاسي الطباع ويأخذهم إلى الصحراء.
وبسبب عدم فهمهم للغة العربية يبدأ هذا الكفيل القاسي بأخذ نجيب وإرسال حكيم إلى كفيل آخر صديقه، ويأخذ هو نجيب ومن هنا تبدأ المعاناة ويعامل الكفيل نجيب بقسوة ويتعدى عليه ضربًا وبعد مرور 3 سنوات من العذاب والمعاناة يتحول شكل وحال نجيب إلى الأسوأ، وأصبح يرعى الأنغام والماعز والجمال في الصحراء.
ويجد صعوبة في الهروب من الكفيل الذي اختفطه، ولكن ذات مرة وهو يرعى الماعز في الصحراء يقابل صديقه حكيم صدفة، ويعود الآمل مرة أخرى حين يخبره صديقه حكيم أنه على معرفة بشخص إفريقي يدعى إبراهيم، يمكنه مساعدتهم على الهروب.
وبعد عدة أيام يتمكنوا من الهروب بالفعل وتبدأ رحلتهم في الصحراء، والتي يعانون فيها معاناة أشد وأكبر ويواجهون مصاعب ومتاعب كبيرة ومنها موت صديقهم حكيم من المشقة والعطش وحرقة الشمس القاسية، ويستكملا الآخرين نجيب وإبراهيم رحلتهما حتى يتعرضا لعاصفة رملية ويختفي إبراهيم ويصل نجيب إلى الطريق للنجاة وهو في حالة إعياء شديدة.
ويجده أحد الأشخاص ويقوم بنقله إلى المدينة أمام المسجد، ليجده أحد العمال الهنود في أحد الفنادق ويحاول إنقاذه، وعندما يتم إنقاذه يتم إرساله إلى السلطات، وهناك يتم التعامل مع العمالى المجهولة بكل قسوة حيث يتم الإعلان عن تلك العمال المجهولين لكي يأتي الكفيل ويتعرف عليهم.
وهناك يرى نجيب الكفيل الخاص به ويشعر وقتها بالذعر، إلى أن يأتي له الكفيل ويخبره بأنه لو كان كفيله لأعاده مرة ثانية إلى الصحراء، وهنا يدرك نجيب أنه تم إختطافه على يد هذا الكفيل القاسي.
هل قصة فيلم The Goat Life حياة الماعز حقيقية
بعدما شاهد العديد من الأشخاص في مصر وجميع الدول في العالم، أصبح السؤال المتداول في عقولهم والمتكرر هل قصة هذا الفيلم حقيقية بالفعل أم لا وهل يتم التعامل مع تلك الأشخاص الغير حاملي للجنسية السعودية بتلك القسوة والمهانة أم لا، لذا سنكشف معًا حقيقة الفيلم.
يعتبر فيلم حياة الماعز تم اقتباسه من رواية الماعز، حيث ظهر نجيب العامل الهندي في الفيلم حاملًا الديانة الإسلامية، ولكن الحقيقة أن العامل لم يكن مسلمًا، ولم يكن لديه صديق أو شريك في السفر إلى المملكة العربية السعودية.
وتكمن الحقيقة كما جاءت على لسان الراوي السعودي عبد الرحمن الدعليج، أن العامل الهندي تعرف على ذلك الشخص بعدما أخذه الكفيل للعمل في الصحراء ورعاية الأغنام، وأخبره بأنه يطالب بحقه وأجره من كفيله وعندما فعل ذلك العامل الهندي قام الكفيل برفض طلبه، فأخبره العامل الهندي بأنه سيترك العمل ويعود إلى بلده ورفض الكفيل أيضًا طلبه.
وأثار رفض الكفيل لمطالب العامل الهندي بحقوقه غضبه كثيرًا، فقام بإلتقاط عصا حديدية بجواره وقام بقتل الكفيل، وذهب مسرعًا إلى خيمة أحد الأشخاص بالجوار، وبدأت أسرة الكفيل بالبحث عنه في كل مكان حتى وجدوه جثةً هامدة، أبلغوا الشرطة حتى علمت بالجريمة كاملة.
وقررت الهيئات والسلطات داخل المملكة القصاص، ولكن عندما علموا أسرة العامل الهندي وقريته بذلك قاموا بجمع مبلغ الدية وهو 170 ألف ريال، وهموا بالذهاب إلى أسرة الكفيل وأولاده لإعطائهم الدية وعتق الهندي، كما أخبروهم عما حال بولدهم على يد ذلك الكفيل ومافعله به خلال 5 سنوات.
فتشاورا أبناء الكفيل وذهبوا إلى أحد المشايخ ليسألوه عن هل أبيهم عليه دين لهذا الرجل الهندي، وكانت الإجابة نعم فقرروا عتقه لوجه الله، وتفاجئ الكفيل أنهم يعطونه الديه التي تم جمعهم من أسرته وأهل بلدته في الهند لبدء مشروعًا جديدًا وحياة جديدة.
الشخص الحقيقي يروي قصته الحقيقية
وروي نجيب حكايته الحقيقية في حوار صحفي نشرته صحيفة «thenewsminute » الهندية في 20218 أي قبل العمل على على الفيلم، بعد تصدر الرواية المكتوبة عن مبيعات الكتب في لندن.
نجيب عاش في الصحراء لمدة عامين، دون أن يرى إنسانًا واحدًا سوى صاحب العمل، لم يكن لديه ثوب إضافي ليغيره، وكان يرعى 700 عنزة بمفرده. وفي مرحلة ما، توقف عن الاعتقاد بأنه بشر، وبدأ يفكر في نفسه كواحد من بين الماعز-هكذا يقول في حواره.
فيلم Aadujeevitham (أيام الماعز) مأخوذ من الرواية المالايالامية التي كتبها بنيامين عام 2008، والتي فاز بها بجائزة أكاديمية كيرالا ساهيتيا عام 2009، وظهرت الترجمة الإنجليزية للرواية، ثم تُرجمت إلى ثماني لغات، ودخلت في القائمة الطويلة لجائزة مان الآسيوية الأدبية عام 2012 وفي القائمة القصيرة لجائزة DSC للأدب في جنوب آسيا عام 2013.
يروي البطل الحقيقي كيف اهتم الكاتب بحكايته الشخصية مع الهجرة، فيقول : عرف بنيامين قصتي عند كان عمل في البحرين لسنوات قبل أن يثبت نفسه ككاتب ويعود إلى كيرالا، وكان صديق صهر نجيب “سونيل” يعرفه .
يقول: “أخبرني سونيل أن بنيامين يبحث عن شخص مثلي ليكتب عن حياة المهاجرين الكيراليين. والتقينا من خلال سونيل”،
مثل آلاف الكيراليين الذين لم يحصلوا على تعليم جيد، غادر نجيب وطنه أيضًا بحثًا عن وظيفة تمكنه من الحصول على حياة أفضل. أخبره الوكيل أن الوظيفة هي بائع في سوبر ماركت، لكن هذا كان كذبًا صارخًا.
ومن المطار، كانت الرحلة تستغرق يومين وبدا الأمر وكأنه لا نهاية له. ومنذ ذلك الوقت، أدركت أنها كانت فخًا”، كما قال نجيب.
وكان أحد معارفه في قريته هو الذي قدم نجيب إلى الوكيل في مومباي الذي رتب للحصول على التأشيرة، مضيفا: “لقد دفعت 55 ألف روبية للحصول على التأشيرة. وكان علينا أن نبيع جزء من الأرض لتدبير المال. ولو كانت الأرض لا تزال موجودة، لكان من الممكن بيعها بمئات الآلاف من الروبيات.
وكانت الرحلة عبر مومباي. وبعد الوصول إلى الصحراء، في اليوم الثاني من السفر من المطار، لم أر إنسانًا واحدًا سوى رئيسي العربي وشقيقه. ولم أحصل على ريال واحد كراتب”، كما قال.
لقد بكى نجيب بعد وصوله إلى وجهته، وكان يبكي كل يوم طوال العامين اللذين قضاهما هناك – من الخوف والألم والعجز. كانت وظيفته رعي 700 رأس من الماعز يملكها صاحب العمل الذي كان يراقبه من خلال المنظار للتأكد من أنه لن يحاول الهرب. كان صاحب العمل يعيش في حظيرة صغيرة في الصحراء بينما كان نجيب ينام في الخارج.
“لم يكن يشعر بالندم حتى عندما كان يراني أبكي وكان يضربني. كان علي أن أتناول الطعام الفاسد. كنت أستخدم حليب الماعز لتبليل الخبز وأكله. لم يكن الماعز يستحم وكانت الرائحة الكريهة موجودة في الحليب أيضًا. لكن لم يكن لدي أي شيء آخر آكله، كان الخبز جافًا جدًا بحيث لا يمكن تناوله بدون الحليب”، يتذكر.
وبينما كان الكفيل يستحم، لم يكن يسمح لنجيب باستخدام أي ماء للاستحمام أو تنظيف نفسه. وكان الثوب الطويل هو الثوب الوحيد الذي كان يرتديه، ولم يكن يُمنح أي شيء آخر يمكنه تغيير ملابسه إليه.
“كانت الرائحة كريهة، لكن بعد فترة اعتدت عليها. كما نما شعري، حيث لم يُسمح لي بقصه أو حلقه. لم يكن هناك أي شيء في الصحراء أو السقيفة التي كانت في وسطها، ولم يُسمح لي برؤية أي شيء يملكه الرئيس”، كما قال.
وكان شقيق العربي الأكبر يأتي لزيارته ليأخذ الماعز إلى السوق للبيع وكلاهما كانا على نفس القدر من الوقاحة تجاه نجيب.
“كنت أعتقد أن حياتي ستنتهي هناك وأن الهروب لن يكون ممكناً. في ذلك الوقت، عندما غادرت المنزل، كانت زوجتي حاملاً في شهرها الثامن بطفلنا الأول. كنت قلقاً للغاية دون أن أعرف كيف سارت عملية الولادة وكيف كانت هي والطفل، صبياً كان أو فتاة، ولم أتحدث إلى أحد طوال العامين اللذين قضيتهما هناك، باستثناء رئيسي. في البداية، لم أكن أفهم كلمة واحدة باللغة العربية وكان رئيسي يضربني إذا أمسكت بعنزة سوداء بدلاً من البيضاء”، كما يقول.
في إحدى ليالي عام 1995، عندما غادر صاحب العمل وشقيقه لحضور حفل زفاف ابنة الأخير، كان نجيب وحيدًا تمامًا. كان ينتظر بفارغ الصبر مثل هذه اللحظة للهروب، فركض خارج المكان. لم يتوقف وواصل الركض.
وعندما رأى انعكاسه في مجرى مائي في مكان بعيد لأول مرة منذ عامين، أصابه الفزع. وفي طريقه، رأى رجلاً مالياليًا آخر يعيش في منطقة أخرى لتربية الماعز في نفس الظروف المزرية التي يعيش فيها.
“لم أفهم أنه كان من سكان ماليالا إلا بعد أن اقترب مني وهمس لي باللغة المالايالامية أنه يريد الهرب. كانت حالته بائسة مثل حالتي، ولأنه كان تحت مراقبة رئيسه، لم يتمكن من الهرب. آمل أن يتمكن هو أيضًا من الهرب لاحقًا”، قال نجيب.
تعتبر اللحظة التي يلتقي فيها نجيب بالشخص المالايالي الآخر من بين أكثر اللحظات المؤثرة في الرواية.
“بعد الجري لمدة يوم ونصف، رأيت طريقًا. وقفت هناك لساعات محاولًا إيقاف إحدى المركبات. مرت العديد من المركبات وأخيرًا توقفت واحدة. كان يقودها عربي. كان طيب القلب وأوصلني إلى الرياض. أخيرًا هبطت في العاصمة السعودية وتمكنت من العثور على مطعم ماليالي. أعطوني طعامًا وثوبًا جديدًا. بعد عامين، تمكنت من الاستحمام والحلاقة وقص شعري. لقد وُلدت من جديد”، يتذكر نجيب.
كان بعض أقارب نجيب موجودين في الرياض. وبعد التواصل معهم والاجتماع بهم، سلم نفسه للنظام القانوني في البلاد، وهو الخيار الوحيد للمهاجرين مثله الذين فقدوا وثائق مثل جواز السفر والتأشيرة وتعرضوا للخداع من قبل الوكلاء.
تم وضع نجيب في السجن لمدة 10 أيام. بالنسبة لرجل عانى من مثل هذه الوحشية في ظروف قاسية، كان السجن ممتعًا. قال: “كانت الحياة داخل السجن جيدة، كان هناك طعام ونظافة وكان بإمكاني النوم”.
وأخيراً جاء اليوم المنتظر وعاد نجيب إلى منزله. وكان ابنه سفير يبلغ من العمر عامين عندما التقى بوالده. واستأنف نجيب عمله كعامل يومي. وبعد عامين، منحه صهره تأشيرة مجانية إلى البحرين.
واختصارا: لم يكن هناك حكيم، ولا شخصية إبراهيم الرجل الصومالي الذي أنقذه، كما أن أقاربه الذين يعملون في السعودية هم من ساعدوه بعد ضياع أوراقه الثبوتية.
أبطال فيلم حياة الماعز
شارك في بطولة فيلم حياة الماعز كلًا من النجوم: بريثفيراج سوكوماران وهو بطل الفيلم الذي قدم دور “نجيب”، كاي آر غوكول، جيمي جان-لويس، طالب البلوشي والذي قام بدور الكفيل، وأمالا بول.
وأخيرًا.. نكون قدمنا لكم تقريرًا كاملًا ومفصلًا عن فيلم حياة الماعز القصة الحقيقية، كما ناقشنا قصة فيلم The Goat Life تفصيليًا وأبطال الفيلم.