خبير: الإيرانيون ليس لديهم ترف الاختلاف.. وأمريكا شريك أساسي في الحرب

قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الناصرة،إن الخطاب الأخير للمرشد الإيراني في ظل التصعيد مع إسرائيل كان محوريًا، لأنه ركز على ما تسميه إيران “القيمة المضافة” لقوتها، وهي ليست فقط نووية أو عسكرية، بل قيمية تتعلق العزة الوطنية.
وأضاف دياب، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن المرشد استند في خطابه إلى الغطرسة في خطاب نتنياهو، وتهديداته بإسقاط النظام، بل واغتيال المرشد نفسه، وهو ما منح طهران خطابًا تعبويًا داخليًا شديد الفاعلية، الأهم أن النظام نجح حتى الآن في تحويل الحرب إلى ورقة تعزيز للتماسك الداخلي وليس تفكيكه.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، إعلان نتنياهو عن هدفه بإسقاط النظام الإيراني خطأً استراتيجيًا، حيث أخرج هذا التصريح، المعركة من إطار الردع إلى مشروع تغيير نظام، وهو خط أحمر لكل دولة ذات سيادة.
مشيرا إلى أن الإيرانيين لم يعد لديهم ترف الاختلاف بشأن النظام، بل باتوا يرونه مظلة للدفاع عن وجودهم، نتنياهو ارتكب الخطأ ذاته الذي ارتكبه مع الفلسطينيين واللبنانيين؛ قصف دون أن يقرأ البنية المجتمعية للشعوب.
كما اعتبر الولايات المتحدة “شريك في إدارة المعركة” فالتنسيق الاستخباراتي بين إسرائيل وواشنطن بلغ ذروته. في بعض المراحل، يبدو أن واشنطن لم تكن فقط شريكة، بل موجهة ومهندسة لبعض العمليات.
وتابع: وهنا يبدو التناقض الجوهري فقد بات ترامب في مأزق لأن الدخول في الحرب يتعارض كليًا مع قاعدته الانتخابية التي تميل إلى الانعزالية وتخشى التورط في صراعات خارجية، خصوصًا أن أي خسائر أمريكا في حال ضربت إيران قواعد أمريكية في الخليج قد تقلب الرأي العام ضده. فأكثر من 60% من الأمريكيين اليوم يرفضون خوض حرب مع إيران، وهذا عامل ضغط حقيقي على قراراته.