بعد انفجار الغواصة تيتان.. هل سياحة الفضاء في أمان؟
أثار تحطم الغواصة تيتان، بعد فقدانها عدة أيام عقب انطلاقها في رحلة سياحية لحطام سفينة تايتانيك، المخاوف حول سياحة الغواصات البحرية، وهي المخاوف التي لم تقف عند حدود السياحة تحت الماء فقط، بل ظهرت تساؤلات بشأن سلامة سياحة الفضاء والتي تشبه كبسولاتها المنطلقة إلي الفضاء إلي حد كبير الغواصة تيتان.
مخاوف تحطم تيتان في المحيط تنطلق للفضاء
وذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي في تقرير خاص، اليوم الأحد، أن الانفجار المأساوي للغواصة “تيتان” أثناء رحلة استكشاف حطام سفينة تايتانيك أثار وقفة في صناعة سياحة أخرى متطرفة ومحفوفة بالمخاطر، وهي الرحلات الفضائية البشرية الخاصة.
وأضاف التقرير أنه بحسب رأي الخبراء، فإن التساؤل حول وقوع حادث أليم مماثل لواقعة الغواصة، لا يتعلق بما إذا كان سيحدث أم لا، لكن متى سيحدث، موضحين أنه عندما تقع الكارثة المميتة ستهز صناعة رحلات الفضاء التجارية.
وقالت المحامية المتخصصة في شئون الفضاء ميشيل هانلون، لموقع “أكسيوس”، إن التشابه بين السياحة في أعماق البحار وسياحة الفضاء يسهل رؤيته، موضحة: “أنت في كبسولة بها نافذة واحدة، وهي أضعف نقطة في الكبسولة، متجه إلى بيئة مميتة”.
ونوه الموقع عن أن الغواصات السياحية مثل “تيتان” لا تخضع إلا لقليل من لوائح السلامة، تماما مثل المركبات التي تنقل العملاء الأثرياء للغاية إلى الفضاء، لافتا إلى أن هناك 3 شركات فقط حول العالم قادرة حاليًا على نقل الركاب إلى الفضاء للأغراض السياحية.
وأضاف الموقع أن شركتي “بلو أوريجين” و”فيرجن جالاكتك” بدفع أموال للعملاء إلى الفضاء دون المداري، في حين أن شركة “سبيس إكس” قادرة على نقل رواد الفضاء والمواطنين العاديين إلى مدار الأرض، كما أنه من المتوقع أن تظهر المزيد من الشركات المنافسة في السنوات القادمة.
حادث انفجار الغواصة تيتان وتساؤلات حول لوائح السلامة
وأوضح الموقع أن حادث الغواصة تيتان أثار تساؤلات جديدة حول الافتقار إلى اللوائح التي تحكم شركات مثل “أوشن جيت”، التي أطلقت الرحلة الاستكشافية المنكوبة، لتنعكس تلك التساؤلات ويصل صداها إلى قطاع السياحة الفضائية الذي مازال في مهده.
وفي هذا السياق، حظر الكونجرس صراحة إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية من سنّ أي لوائح لحماية سلامة الأشخاص الذين يسافرون إلى الفضاء، مُرجعا ذلك إلى أنه لا يمكنها إلا أن تهتم بسلامة الناس على الأرض.
وبحسب المحامية هانلون، فإن حادث انفجار الغواصة قد يكون سببا في اقتناع الكونجرس وإدارة الطيران الفيدرالية بضرورة فرض لوائح أكثر صرامة على قطاع سياحة الفضاءبمجرد انتهاء صلاحية الحظر.
وفيما يخص المخاوف بشأن تأثر قطاع سياحة الفضاء باللوائح الصارمة، قال برايان ويدن من مؤسسة العالم الآمن، الهادفة لتعزيز أمان واستدامة وسلامة استخدامات الفضاء الخارجي، إنه “مثلما توجد مخاوف بشأن كثرة اللوائح الحكومية التي قد تقتل القطاع، أعتقد أنه يجب أيضًا أن تكون هناك مخاوف بشأن عدم كفاية اللوائح التنظيمية ما يؤدي إلى ممارسات تجارية غير آمنة تقتل القطاع”.
وذكر موقع “أكسيوس” أن صناعة رحلات الفضاء الخاصة واجهت بالفعل مشكلات بارزة، حيث قُتل طيار وأصيب آخر بجروح بالغة خلال رحلة تجريبية لطائرة فضائية تابعة لشركة “فيرجن جالاكتيك” عام 2014، كما خرجت سفينة فضاء عن مسارها أثناء اصطحاب ركاب عاديين إلى الفضاء دون المداري عام 2021، مما أثار تحقيقًا في إدارة الطيران الفيدرالية.
تفاصيل حادث انفجار الغواصة تيتان
بدا الإعلام يهتم بالغواصة تيتان بعد إعلان الشركة المالكة للغواصة عن فقدان الاتصال بها، ووقتها ذكرت تقارير إعلامية أن البحث جار عن غواصة مفقودة تعمل في نقل أفراد لمشاهدة حطام سفينة تيتانيك.
وقال خفر السواحل الأميركي إن عملية البحث تجري، وذلك يوم الاثنين، قبالة ساحل نيوفاوندلاند، وأكدت شركة “أوشن غيت إكسبديشن” ملكيتها للسفينة المفقودة.
وقالت الشركة في بيان لبي بي سي نيوز: “نقوم بعملية استكشاف وحشد جميع الخيارات لإعادة الطاقم بأمان. ينصب تركيزنا الكامل على أفراد طاقم الغواصة وعائلاتهم.”
وأعلن خفر السواحل الأميركي، الخميس الماضي، العثور على حطام الغواصة “تيتان”، التي كانت تقل 5 أشخاص في رحلة إلى السفينة تيتانيك التي غرقت قبل أكثر من 100 عام، وأن دمارها سببه “انفجار داخلي كارثي” أودى بحياة جميع من كانوا على متنها، لتنتهي بذلك عملية بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام.
فيديو لقائد الغواصة تيتان قبل الكارثة يكشف خلل في لتحكم
ونشر أحد مستخدمي موقع يوتيوب، تجربته داخل الغواصة تيتان ، قبل أيام من كارثة اختفائها، كما التقى مع قائد الغواصة، راش ستوكتون، الذي أشار بشكل صادم لمشاكل فيها.
الصدمة تمثلت بأن ستوكتون، الذي كان ضمن 5 ركاب قتلوا داخل الغواصة تيتان قبل أيام، أعرب خلال الفيديو، عن قلقه بشأن “مشكلات متعلقة بأنظمة التحكم في الغواصة”.
تفاصيل فيديو قائد الغواصة تيتان
نشر جيك كوهلر مقطع فيديو مدته 30 دقيقة تقريبا على قناته DALLMYD على موقع يوتيوب، الجمعة.
ويروي الفيديو الأخير رحلة كوهلر إلى سانت جونز في نيوفاوندلاند بكندا، حيث انضم إلى الغواصة تيتان في مهمتها الثالثة.
الفيديو، تم تصويره قبل أيام من الرحلة الخامسة “الكارثية”، وفقا لكوهلر، وقبل إنزال الغواصة إلى المحيط، قرر رئيس الشركة راش ستوكتون إلغاء عملية الغوص، لأن الغواصة كانت تواجه مشاكل في الوظائف وكانت الظروف الجوية سيئة، وهو ما شرحه رئيس شركة “أوشن غيت” في الفيديو.
ومن بين الركاب، ستوكتون راش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت إكسبيديشنز”، التي أدارت الغواصة المفقودة، وكان هو قائدها خلال الرحلة.
تاريخ رحلات شركة أوشن
بدأت شركة “أوشن غيت إكسبديشن” في عام 2021 ما توقعت أن تصبح رحلة سنوية لتأريخ تحلل سفينة تايتانيك الأيقونية التي اصطدمت بجبل جليدي وغرقت عام 1912.
ونقلت أسوشيتد برس عن الشركة في ذلك الوقت إنه بالإضافة إلى علماء الآثار وعلماء الأحياء البحرية، فإن الرحلات الاستكشافية ستشمل أيضا حوالي 40 سائحا مدفوع الأجر يتناوبون على تشغيل معدات السونار وأداء مهام أخرى في الغواصة التي تقل على متنها خمسة أشخاص.
كانت المجموعة الأولى من السائحين تمول الرحلة الاستكشافية لسفينة تيتانيك من خلال إنفاق ما بين مائة ألف و150 ألف دولار للمقعد.
قصة غرق سفينة تيتانيك
“تيتانيك” اسمها الحقيقى “آر إم إس تيتانيك”، وصفت بأنها كانت الأكثر ضخامة وفخامة وعدم قابليتها للغرق، وهذا الاسم يعنى بالعربية “المارد”.
سفينة تيتانيك هى سفينة ركاب إنجليزية عملاقة عابرة للمحيط، تبعت لاسم شركة “وايت ستار لاين” ، وتم بناءها في مدينة بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية.
وتعتبر سفينة تيتانيك أكبر باخرة نقل ركاب في العالم في توقيتها، وكان أول إبحار لها فى 10 أبريل 1912، وكانت هذه الرحلة الأولى والأخيرة لها وكانت متجهة من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي، وخرجت من الخدمة فى 14 أبريل 1912 م، معنى ذلك أن أضخم سفينة ركاب وبضائع فى العالم أبحرت 4 أيام فقط .
لماذا لم يتم استخراج حطام سفينة تيتانيك؟
استقرت سفينة تيتانيك فى قاع المحيط وظل مكانها غير مكتشف بعد غرقها لعقود طويلة، حتى جاء باحثين مهتمين بهذا الشأن وهم فريق من العلماء بقيادة عالم المحيطات “روبرت بالارد” عام 1985م، ونجحوا فى تحديد موقع حطام السفينة الذى يقع على بعد 13000 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي، الذين أكدوا استحالة استخراج “تيتانيك” من على هذا العمق إلى جانب تحلل أجزاء كبيرة من السفينة ، كما أكدوا أنه بحلول العقود القادمة ستختفى السفينة كليا نتيجة تحللها .
وبلغ وزن تيتانيك حوالى 53 طنا، وطولها 269 مترا وعرضها 28 مترا، وارتفاعها 53 مترا عبارة عن مبنى مكون من 11 طابقا، وعمقها تحت الماء 11 مترا، وتعمل بمواتير بخارية.
لم يتسن لـ”تيتانيك” الوصول إلى نيويورك لأنها غرقت بعد 4 أيام فقط من إبحارها، حيث اصطدمت الباخرة بجبل جليدي عند الموقع 41°44′ شمالا و49°57′ غربا قبل منتصف الليل بساعات قليلة، هذا الاصطدام أحدث شرخا كبيرا فى قاع السفينة أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة بالضبط من لحظة الاصطدام وهذا حدث فى الساعات الأولى ليوم 15 أبريل 1912، وكان على متن الباخرة 2,223 راكب، نجا منهم 706 أشخاص والباقى كان فى عداد المفقودين وعددهم 1,517 .
المحققون أكدوا أن هناك سببين لارتفاع أعداد الضحايا، أولهم عدم تزويد الباخرة بالعدد الكافى من قوارب النجاة للمسافرين، والآخر أنه كان هناك سفينة قريبة من مكان غرق تيتانيك ولم تذهب لإنقاذ الضحايا لسبب غير معلوم حتى الآن، وكان أكثر الضحايا من الرجال بسبب سياسة إعطاء الأولوية للنساء والأطفال في عملية الإنقاذ.