التبرع بالأعضاء التناسلية في ميزان الشرع والعلم.. تفاصيل ما أثارته إلهام شاهين
التبرع بالأعضاء التناسلية .. مرحلة جديدة مثيرة فيما يدور في مصر بشأن التبرع بالأعضاء البشرية، وخاصة الجدل الذي أثاره عدد من المشاهير بإعلانهم التبرع بأعضائهم عقب الوفاة، ومن بينهم الفنانة إلهام شاهين التي وثقت رغبتها في التبرع بأعضاء جسدها في الشهر العقاري، فهناك من يقبل آخر يحرم، إلا أن ما أصبح مثار للتندر والسخرية على مواقع التواصل حول التبرع بالأعضاء التناسلية.
وقالت الإعلامية عزة مصطفى، إن آراء رجال الدين في مصر تنقسم بشأن مسألة التبرع بالأعضاء البشرية، فمنهم من يؤيد ومن يعارض، وتساءلت: كيف لا يستطيع رجال الدين والعلماء التوصل إلى صيغة سليمة متفق عليها للتبرع بالأعضاء؟
وجهت عزة مصطفى، التحية إلى الفنانة إلهام شاهين على تصريحاتها الأخيرة في فيديو نشرته على صفحتها عبر إنستجرام أعلنت فيه تبرعها بأعضاء جسدها السليمة بعد وفاتها، مؤكدة أن التاريخ سيكتب اسم إلهام شاهين بأنها أول من تبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
الإفتاء توضح شروط التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.. فيديو
وبشأن الحكم الشرعي للتبرع بالأعضاء البشرية، قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يُعد من الصدقات مصداقًا لقوله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا».
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن هذا يأتي من باب الصدقة الجارية، وعودة النفع على الغير، لافتًا إلى أن ذلك يكون بشروط حددتها الإفتاء والقانون.
وتابع أن الشروط تتمثل في ضرورة التأكد من موت الشخص حقيقيًا وليس إكلينيكيًا، وأن يكون التبرع من خلال وصية مؤكدة ويشهد عليها طبيب، وأن يكون العضو المُتبرع به بعيدًا عن شبهة خلط الأنساب (يمنع التبرع بالأعضاء التناسلية)، مشيرًا إلى أن التبرع يكون به ثواب جاري للمتوفى.
وأضاف عمران، أنه يدعو الله أن يكون ذلك في ميزان حسنات المتبرع؛ لأنه يكون بمثابة غوث المستفيد، لافتًا إلى أن الله وكل الإنسان بالتصرف في بعض الأعضاء لعمل الخير أو الشر ويثاب أو يعاقب حسب تصرفه بها.
واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حديثه بأن كلنا ملك له سبحانه وتعالى؛ ومن هذا الباب يكون الانتفاع بالأعضاء عبر التبرع بها، موضحًا أن هذا ما أوصت به الفتوى وصار عليه القانون.
رأي عبد الله النجار في التبرع بالأعضاء البشرية
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الفقهاء قالوا إن حق ملكية البدن مشترك بين حق الله وحق العبد، وحق العبد فيها غالب.
أضاف عبد الله النجار، أن العبد يستطيع التصرف في أعضائه وهذا الأمر ليس فيه حرمة، حيث أن التبرع بالأعضاء جائز ومشروع وليس فيه شيء إلا في حالة بيعها بمقابل، مشيرا إلى أنه يجوز للإنسان أن يوصى بعضو من أعضاء بدنه بعد وفاته لإنقاذ شخص آخر، لأنه حين يحيي بدنا خيرا من ترك عضو يتلف دون فائدة.
بيّن عبد الله النجار، أنه إذا أراد الإنسان التصرف في جزء من أعضائه بعد وفاته فهو أمر جائز ومشرع، موضحا أن القول بعدم جواز التبرع بالأعضاء غير صحيح ولا يستند إلى سند ديني.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يوجد حظر في التبرع بأي عضو من الأعضاء إلا في حالة وجود علة مثل اختلاط الأنساب، ففي هذه الحالة يكون التبرع محرما، مبينا أنه في العموم فإن الإنسان يملك بدنه ويحق له التصرف فيه، كما أن أقوال أن الإنسان لا يملك بدنه ضعيفة وليس لها سند.
الأوراق المطلوبة للتبرع بالأعضاء
قال سامي إمام رئيس مصلحة الشهر العقاري الأسبق، إن القانون ينص على وجود إقرار مطبوع وجاهز في جميع مكاتب الشهر العقاري، من أجل التبرع بالأعضاء بدون أي منفعة بالنسبة للشخص الحي لآخر على قيد الحياة، أو من شخص ميت إلى آخر حي.
وأضاف أن هناك إقرار آخر في الأوراق الرسمية خاص بوصية يتركها شخص من أجل التبرع بأعضائه بعد وفاته، لشخص آخر حي.
أوضح رئيس مصلحة الشهر العقاري الأسبق، أن إجراءات إقرار التبرع بالأعضاء لا تحتاج أكثر من صورة البطاقة الشخصية وتوقيع الشخص على الإقرار، لافتا إلى أن الرسوم بسيطة وتتراوح ما بين 30 إلى 50 جنيها.
هل يجوز التبرع بالأعضاء التناسلية من شخص لآخر
ومن الناحية الطبية في شأن التبرع بالأعضاء التناسلية، قال الدكتور عمرو عبد العال، عضو اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، إن هذه اللجنة تزاول أعمالها منذ 12 عامًا، وتناقش أي أمور تختص بزراعة الأعضاء من شخص حي لآخر حي أو من شخص ميت إلى آخر حي.
وأضاف عبد العال، أن القانون نص على ضرورة إثبات رغبة المتبرع في التبرع بالأعضاء، لافتًا إلى أن الدول التي تقوم بزراعة الأعضاء من حديثي الوفاة تقوم بإثباتها في الأوراق الرسمية.
وتابع عضو اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، أن طرح هذا الموضوع مؤخرًا بهذا الكم من الزخم؛ يُشير إلى ضرورة أن تبدأ مصر هذه الخطوة وإيجاد آلية التبرع لمن أبدى رغبته بذلك، مضيفًا: «إللي مبيعرفش يزرع كبد بيتوفى، وعاوزين نسهل الطريق للمقتنعين 100%، والقانون بيقول إن التبرع ده بيتحط في ورق رسمي».
واقترح عمرو عبد العال، أن يتم تسجيل رغبة الشخص المتبرع في بطاقة الرقم القومي؛ تسهيلاً على هذه الفئة من إجراءات التبرع الروتينية الكبيرة، مشيرًا إلى تمت زراعة 5300 حالة كبد، و20 ألف حالة كلى، ويتم احترام رغبة الأقارب من الدرجة الأولى في تبرع الشخص من عدمه.
وعن التبرع بالجهاز التناسلي، أوضح عضو اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، أن الخصية والبويضات هما اللتان تتسببان في اختلاط الأنساب؛ وهي أعضاء لا يتم التبرع بها؛ مؤكدًا أنه لا نقل للأعضاء التناسلية من شخص لآخر؛ وقضية التبرع بالأعضاء تحتاج لآلية تُسهل هذه العملية.
التبرع بالأعضاء البشرية.. هذا ما أثارته إلهام شاهين
وكانت قد ظهرت الفنانة إلهام شاهين في فيديو تكشف موقفها من قضية التبرع بالأعضاء لجمهورها ومتابعيها بمصر ومختلف الدول العربية.
وقالت إلهام شاهين عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: وثقت تبرعي بأعضائي بعد وفاتي في الشهر العقاري.. ولا يوجد رجل دين واحد حرم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
https://www.facebook.com/watch/?v=533949988493848