أزمة إعدام الكتاكيت.. الحكومة تتدخل وانخفاض متوقع في أسعار الدواجن
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لـ “إعدام الكتاكيت” في المزارع لعدم توافر الأعلاف، ما قد فسره بعض المحللين بأنه يهدد قطاع الدواجن في البلاد، مما قد يؤثر على منتج حيوي يعوض ارتفاع أسعار اللحوم بالنسبة لطبقة كبيرة من المصريين، إلا أن الحكومة تدخلت سريعا بتعليمات مباشرة من رئيسها الدكتور مصطفى مدبولي، رغم اعتبار وزير الزراعة المعني الأول بالأزمة بأنها حالات فردية.
أهل الشر ودورهم في أزمة إعدام الكتاكيت
وصف وزير الزراعة السيد القصير مشاهد إعدام الكتاكيت المنتشرة بأنها حالة فردية، وقال في تصريحات إعلامية عقب تداول فيديوهات إعدام الكتاكيت أن إعدام الكتاكيت ظهر في فيديو واحد وغير متكرر ولا يعرف مصدره، واصفا إياهم بـ”أهل الشر كتير”.
وأكد وزير الزراعة، أن تصريحاته لا تعني عدم وجود أزمة، لكنها موجودة بالفعل، داعيا للأخذ بعين الاعتبار الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، مشيرا إلي أن الأزمة العالمية الحالية، أدت إلى تقليل عمليات الشحن والتوريد للذرة وفول الصويا وأسعار الشحن والتأمين.
وقال إن الظروف التي يعاني منها العالم حاليا قللت عمليات الشحن للذرة وفول الصويا التي تستورد منها مصر كميات كبيرة تصل إلى نحو 7 ملايين طن ذرة وثلث الكمية صويا، وأن الحكومة بدأت إحداث إفراجات في الذرة والصويا وصلت إلى 50 مليون دولار في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري.
رئيس الحكومة يتدخل لحل أزمة الأعلاف
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا؛ لبحث حل مشكلة نقص الأعلاف في السوق المحلية الخاصة بصناعة الدواجن، وذلك بحضور السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس مصطفى الصياد، نائب الوزير لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وجمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي، والمهندس محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، والدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد، وعدد من أعضاء الاتحاد وصغار المربين.
وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي بهدف العمل على حل الأزمة التي أثيرت مؤخرا بشأن نقص الأعلاف في صناعة الدواجن، مؤكدا أنه يتعين الإشارة في بادئ الأمر إلى أن هذه الأزمة هي نتاج التداعيات السلبية للأزمة العالمية، والتي طالت العديد من السلع والمنتجات الأخرى وليس فقط الأعلاف المخصصة لهذه الصناعة، ولا يعلم أحد إلى أي مدى زمني سيطول أمد هذه الحرب الراهنة.
واستدرك الدكتور مصطفى مدبولي بقوله: الجميع يعلم أن الدولة تتحرك لتقليل حدة تلك التداعيات السلبية التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، ولذا فالدولة تسعى لتوفير العملة الصعبة وفقا لفقه الأولويات، ولا سيما ما يتعلق منها بتوفير الغذاء، والوقود، ومستلزمات الإنتاج، وبالطبع فنحن نضع الأعلاف ضمن مستلزمات الإنتاج، ولذا فنبذل جهودا كبيرة من أجل التغلب على هذه المشكلة.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس مجلس الوزراء أنه منذ اندلاع هذه المشكلة، تم التواصل مع البنك المركزي ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي؛ بهدف إيجاد آلية عاجلة للتحرك السريع لاحتواء هذه المشكلة وفق الإمكانات المتاحة.
ووجه مدبولي حديثه لمسئولي الاتحاد وصغار المربين قائلا: كان لديّ حرص شديد على الالتقاء بكم، كما أؤكد لكم أن الحكومة تعمل، بتوجيهات رئيس الجمهورية، على دفع جميع الصناعات ومنها صناعة الدواجن، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع البنك المركزي على سرعة الإفراج عن أكبر قدر ممكن من الأعلاف؛ من أجل دعم صناعة الدواجن.
ووجه رئيس مجلس الوزراء وزير الزراعة ونائب محافظ البنك المركزي بأن يكون هناك تنسيق أسبوعي مع الاتحاد العام لمنتجي الدواجن على كمية محددة من الأعلاف يتم الإفراج عنها أسبوعيا؛ حتى يتسنى إحداث الاستقرار المطلوب للأسواق، مع ضرورة وضع آلية لمراقبة توزيع الكميات التي سيتم الإفراج عنها أسبوعيا.
كما وجه مدبولي بالعمل على التوسع في الزراعة التعاقدية، خاصة محصول فول الصويا؛ مشيرا إلى أن لدينا حاليا تقاوي تكفي لزراعة نحو 150 ألف فدان، وبالتالي يجب أن يتم تشجيع المزارعين على التوسع في زراعته، مع مراعاة أن يتم التنسيق مع الاتحاد عبر الزراعة التعاقدية؛ لضمان توريد هذه الزراعات إليهم.
الإفراج عن كمية من الأعلاف تكفي لأسبوع
وعقب توجيهات الحكومة، أكد مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية، حل أزمة صناعة الدواجن بتوجيهات من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
أضاف مصطفى الصياد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي» على قناة صدى البلد، أن كمية الأعلاف التي ستدخل البلاد خلال الأيام المقبلة تكفي السوق لمدة أسبوع، بينما سيتم توفير كميات من مستلزمات الدواجن كل أسبوع لحل الأزمة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء وجه بتوفير كل مستلزمات صناعة الدواجن لمواجهة المشكلة.
شدد نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية، على أهمية زيادة الإنتاج المحلي من الذرة وفول الصويا لمواجهة أزمة صناعة الدواجن، مردفا: نقوم بتوجيه المزارعين لزراعة مساحات أكبر من الذرة لمواجهة أزمة الأعلاف.
أشار مصطفى الصياد، إلى أن طن الذرة وصل إلى 10 آلاف جنيه بعد استغلال البعض للأزمة وطن فول الصويا وصل إلى 14 ألف جنيه، مشيرا إلى أنه لا بد من تكاتف الجميع لمنع ارتفاع أسعار الأعلاف ومواجهة محاولات الاستغلال.
أوضح نائب وزير الزراعة والثروة الحيوانية، أنه يجب أن يكون هامش الربح مناسب مع توفير رقابة على منظومة صناعة الدواجن، لافتا إلى أن استمرار توفير المعروض من الأعلاف يقضى على استغلال المنتجين.
اختتم مصطفى الصياد بالإشارة إلى أنه سيكون هناك متابعة مستمرة على صناعة الدواجن لمنع تفاقم الأزمة، وتوفير مختلف مستلزمات الصناعة.
تفاصيل حل أزمة أعلاف الدواجن بعد مشاهد إعدام الكتاكيت الصادمة
وقال محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أبدى اهتمامه بقطاع الدواجن، ومدى تأثيره على المواطن، خلال اجتماع اليوم من أجل حل أزمة الأعلاف.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن نائب محافظ البنك المركزي أكد تسليم مستندات بـ 44 مليون دولار من أجل الحصول على الصويا؛ للمساهمة في حل أزمة أعلاف الدواجن، لافتًا إلى أنهم طالبوا رئيس الوزراء باستمرار تدفق أعلاف الفراخ.
وتابع أنهم طلبوا من رئيس الوزراء توفير 250 ألف طن صويا شهريًا من أجل أعلاف الدواجن؛ الأمر الذي سيساهم في انخفاض قيمة الأعلاف؛ وبالتالي انخفاض أسعار الدواجن، والقضاء على السوق السوداء، مشيرًا إلى أن عدم توافر الصويا والذرة أثرا على الأعلاف.
وأوضح أن المزارعين حصلّوا مكاسب كبيرة من الذرة؛ الأمر الذي سيشجعهم على زراعة هذا المحصول خلال العام المقبل، لافتًا إلى أنه ستبدأ عمليات الإفراج عن الأعلاف من الموانئ، وإيصالها للمزارع الثلاثاء المقبل على أقصى تقدير؛ لعودة دورة إنتاج الدواجن مرة ثانية.
وأكد أنه تم الاستجابة لطلبات قطاع الدواجن، متمنيًا استمرارية ضخ الأعلاف في الأسواق من أجل استمرارية صناعة الدواجن بلا تأثير، مشيرًا إلى أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وجّه بسرعة توفير احتياجات القطاع بشكل سريع، والاتحاد العام لمنتجي الدواجن أصدّر بيانًا بما آل إليه اجتماع مجلس الوزراء.
ولفت إلى أن قرارات مجلس الوزراء، لاقت ترحيبًا من منتجي الدواجن؛ الأمر الذي سيساهم في عدم تكرار موقف إعدام الكتاكيت الذي شاهدناه مرة أخرى؛ وذلك بعد حل أزمة الأعلاف في اجتماع الدكتور مصطفى مدبولي اليوم، مطالبًا بضخ الأعلاف (ذرة وصويا) بشكل أسبوعي من أجل عدم حدوث أزمة مرة أخرى.
وأشار إلى أن مصر تنتج 1.5 مليار دجاجة كل عام، و13 مليار بيضة سنويًا، وكل دول المنطقة تعاني من نقص الفراخ، لافتًا إلى أن مصر تقوم بتصدير بيض التفريخ بعمر يوم، ومصر تقوم بالتصدير لدول الإمارات والأردن وفلسطين، ولابد من أن نسعى لتوسيع سوق التصدير ليشمل السعودية وقطر ودول أوروبية.
انفراجة في أسعار الفراخ بعد 3 أيام
وأكد المهندس محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، حدوث انفراجة في أسعار الدواجن بعد ثلاث أيام، بناء على تطبيق قرارات اجتماع الحكومة، بين المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لمعالجة نقص الحبوب والأعلاف والافراج عن كميات من فول الصويا.
وأشار المهندس محمود العناني، في مداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة”، مع الإعلامي خيري رمضان وكريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، إلى أنهم طلبوا من رئيس الوزراء أن يستمر الإفراج عن الأعلاف من فول الصويا ووعدتهم الحكومة بالإفراج عن كميات من فول الصويا بشكل أسبوعي، أما بالنسبة للذرة لن يكون مؤثرا مثل تأثير الفول الصويا.
واستكمل: “تم حل المشكلة جزئيا ونحتاج 250 ألف طن بذرة صويا وحصل استجابة سريعة وتواصلت مع شركات للتأكد من وصول الفول الصويا، ولو استمرينا على كده بإفراج متتالي عن الشحنات المخزنة سيتم القضاء على السوق السوداء في الدواجن”.