زفة الشريفة العفيفة.. رأي علم الاجتماع وحقوق الإنسان فيما حدث مع عروس الشرقية
زفة الشريفة العفيفة أثارت ردود أفعال متباينة في المجتمع المصري، وذلك بعد أن انتشر فيديو بتعليق زفة الشريفة العفيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأب يحمل ابنته وسط مجموعة من الأهالي في مظاهر احتفالية وتريد عبارة :«الشريفة العفيفة أهه»، وه ما لقي انتقادات لما فعلته عائلة الفتاة والأسباب التى دفعتهم لهذه الفعلة.
زفة الشريفة العفيفة، تناولتها وسائل الإعلام المختلفة بالرصد والتحليل، وهو ما دفع عدد من البرامج الحوارية لمعرفة تفاصيل ما حدث مع عروس الشرقية والأسباب التى دفعت عائلتها للقيام بـ زفة الشريفة العفيفة، فما رأي علم الاجتماع وحقوق الإنسان فيما حدث؟
فيديو فتاة الشرقية.. علم الاجتماع يري انها ثقافات خاطئة
من جانبها، علّقت الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع، على الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفتاة يحملها والدها على أكتافه في الشرقية، وسط حشد من المواطنين، ويقومون بترديد عبارات «الشريفة العفيفة وصلت يا بلد».
وقالت، خلال لقائها مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، إن هذا المشهد ذكّرها بـ«المحمل بتاع زمان اللي جدتي كانت بتحكيلي عليه»، لافتة إلى إن هذا الأمر ربما يحمل مكيدة بين عائلة وأخرى؛ لأنه لا ينفي عن الفتاة صفة عدم الشرف إذا لم تكن كذلك.
وأضافت، تعليقًا على هذا المشهد حيث تم تطليق الفتاة التي تظهر في الفيديو في اليوم التالي لزواجها؛ بحجة عدم عذريتها، أن هذا الموقف يمثل إهدارًا للوقت والسُمعة، مؤكدة أن هذا الموقف يحمل الكثير من علامات الاستفهام، وعن الشال الذي كانت تحمله الفتاة في يدها أكدت أنه يرمُز إلى العفة في الأرياف، لافتة إلى أن هذا الموقف ليس من عاداتنا وتقاليدنا.
وأوضحت أن بعض القرى يوجد بها عادات وتقاليد وثقافة؛ منها أن يتم التلويح بالشال يوم صباحية الزوجة؛ في إشارة لأنها شريفة، مؤكدة أن هناك ثقافات خاطئة في المدن والقُرى، حيث تسود هذه الأماكن ثقافة التقليد، وهناك مفهوم خطأ لستر الفتاة من خلال تجهيزها بشكل مبالغ فيه؛ وهو أمر خاطئ حيث أن ستر الفتاة يكون من خلال زواجها بشخص يتقي الله فيها، ويصونها.
وأكدت أن هناك مواطنون فقراء يُحمّلون أنفسهم فوق طاقتهم؛ من أجل تجهيز ابنتهم بشكل مبالغ فيه؛ وقد يضطر البعض للاستدانة من أجل إتمام زيجة نجلته؛ حتى لا تظهر بشكل أقل من مثيلاتها الفتيات.
المقارنات مع الأقارب.. عادات تفسد فرحة الزواج في الصعيد
وكشفت الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع، بعض العادات والموروثات الخاصة بالزواج في الصعيد، موضحة أن هناك حالة من الفرح الشديد لزواج الأبناء والبنات خاصة إذا كان أكبر الأولاد أو أصغرهم.
وتابعت أن هناك مقارنات مع الأقارب عند الزواج ونميمة وتقليل من قيمة حاجة الآخرين وكلها من شأنها أن تفسد فرحة الزواج في الصعيد.
وأكدت أستاذ علم الاجتماع، أن من بعض العادات الخاطئة عند اختيار شريك الحياة كالتالي: «الأرض تتزوج أرض والميراث يتزوج ميراث والعمدة يتزوج عمدة».
وتعجبت من سلوك بعض الأسر البسيطة عند زواج أبنائهم، حيث إن البسطاء لديهم حب التضحية من أجل فرحة الأبناء وقد يضطروا للاستدانة من أجل إتمام فرحتهم والمغالاة في شراء احتياجات هم في غنى عنها.
وأوضحت الدكتورة عزة فتحي، أن هناك بعض العادات والتقاليد والموروثات الخاصة بالزواج ومرتبطة بالمغالاة، يجب تغييرها خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تضرب العالم.
السوشيال ميديا وأسباب كثيرة حالات الطلاق
كما أكدت الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع، أن هناك فرقًا بين تربية الفتاة وتربية الولد؛ لافتة إلى أن الأم مسؤولة عن تربية الأبناء أمام الله عز وجل.
وقالت، إن هناك دورات لإعداد الأشخاص للزواج عند الأخوة المسيحيين؛ وهي ناجحة جدًا، مضيفة أنه لابُد من الصبر عند مواجهة المشكلات بين الزوج والزوجة، مستنكرة تدخل الأسرة، في بعض الحالات؛ لتسريع عملية الطلاق عند الاختلاف بين الزوجين.
وأضافت أن هناك حالات طلاق تتم بسبب أمور بسيطة، مؤكدًا أن السوشيال ميديا سبب في حدوث الكثير من الأزمات بين الزوجين؛ مشددة على أن الزواج ليس لعبة، ولابُد من تفادي المشكلات لعدم وصول الطرفين للانفصال.
وأوضحت أن بعض القرى يوجد بها عادات وتقاليد وثقافة؛ منها أن يتم التلويح بالشال يوم صباحية الزوجة؛ في إشارة لأنها شريفة، مؤكدة أن هناك ثقافات خاطئة في المدن والقُرى، حيث تسود هذه الأماكن ثقافة التقليد، وهناك مفهوم خطأ لستر الفتاة من خلال تجهيزها بشكل مبالغ فيه؛ وهو أمر خاطئ حيث أن ستر الفتاة يكون من خلال زواجها بشخص يتقي الله فيها، ويصونها.
عزة مصطفى: نحتاج لتصويب بعض الموروثات
وطالبت الإعلامية عزة مصطفى، بإعادة النظر في الثقافة المصرية والعادات والتقاليد لتصويب بعض الأمور؛ مؤكدة أنه على المجتمع مواجهة مشاكله بسبب الموروث الثقافي.
وقالت عزة مصطفى، خلال تقديم برنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، إننا نحتاج لإعادة النظر في الكثير من الأمور مثل التأني في التفكير عند الإقدام على الزواج، وكذلك في حالة الانفصال، وضرورة دراسة أبعاد هذه القرارات، والتفكير فيها جيدًا عند اتخاذ هذه القرارات.
وأوضحت الإعلامية عزة مصطفى، أننا في حاجة لمواجهة أنفسنا وعاداتنا وتقاليدنا في جميع المحافظات، والمناطق الشعبية؛ من أجل تغيير بعض الأمور التي يكون لها آثار سلبية وسيئة على المواطنين.
وعن مصافحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، على هامش فعاليات افتتاح كأس العالم 2022 في قطر، أكدت عزة مصطفى أن السياسة مصالح؛ فلا عدو دائم ولا صديق دائم.
الزواج ليس فستان وطرحة والصراع بين الزوجين يهدم الأسرة
وكشفت الدكتورة عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع، أنها حضرت فرح لأسرة بسيطة مؤخرًا، ولاحظت أن العروسة غيرت الفستان 3 مرات، موضحة أنها لا تفهم سبب ذلك وما الذي ربحته العروسة من هذا السلوك.
وتابعت أن الأسرة المصرية رفعت يدها عن تربية أولادها، وباتت منشغلة بالعمل وتوفير لقمة العيش، مؤكدة أنه يجب الالتزام بأن الرجل رجل والمرأة امرأة وصراع الديوك لم يعد صالحا لأنه يستهدف هدم الأسرة ومن ثم هدم المجتمع ككل.
واختتمت أنه يجب على الأم توعية ابنتها المقبلة على الزواج، حيث إنها ستصبح وزيرة مالية واقتصاد وتهيئتها لبداية أسرة جديدة، مؤكدة أن الفرح ليس فستان وطرحة وليس النهاية وإنما البداية لحياة ومرحلة جديدة.
زفة عروس الشرقية بها مجموعة جرائم والأسرة تعرضت لإرهاب نفسي
وحقوقيا، أكدت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، أن قضية عذرية عروس الشرقية موجعة للقلب وما حدث به مجموعة من الجرائم وليست جريمة واحدة، مشيرة إلى أنه لا يوجد في قانون العقوبات نص واضح يحاسب المشاركين في جواز القاصرات.
وأضافت نهاد أبو القمصان، في لقاء ببرنامج “حديث القاهرة”، مع الإعلامي خيري رمضان وكريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، أن لدينا فجوة قانونية كبيرة بشأن زواج الأطفال، قائلة: “البنت العروسة تعرضت لأذى نفسي وإرهاب نفسي مش طبيعي واللي عمله الأهل من الزفة بسبب الضغوط في القرية”.
وأوضحت نهاد أبو القمصان، أن القانون المصري ينص على منع زواج الأطفال لكنه لا ينص على معاقبة المشاركين في هذا الزواج، والأذى النفسي والإرهاب الذي تعرضت له عروسة العذرية بالشرقية غير طبيعي، متابعة: “كان يحب على عريس عذرية الشرقية أن يستشير الأطباء، والعريس ووالد العروس يواجهان تهمة الاتجار في البشر”.
عروس الشرقية تعرضت لصدمة
قال محمد نظمي، مدير خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، رصدهم مشكلة زفة عروس الشرقية من خلال وسائل الاعلام وتم تسجيل بلاغ وإحالته للجنة الحماية بالمحافظة، موضحا أن هناك قصور في التشريع وسيعملون على التعديلات التشريعية بقانون الطفل.
وأضاف محمد نظمي، في مداخلة هاتفية ببرنامج “حديث القاهرة”، مع الإعلامي خيري رمضان وكريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، أن موضوع عروس الشرقية حال إحالته إلى إتجار بالبشر فسيكون هناك عقوبة حبس تصل لمؤبد، فضلا عن غرامة مالية تبدأ من 100 ألف إلى 500 ألف جنيه مالية.
وأشار محمد نظمي، إلى أن المجلس القومي للأمومة والطفولة يتابع مع النيابة العامة واقعة عروسة عذرية الشرقية، مؤكدا أن البنت حصل لها صدمة وسوف يقدمون لعروسة عذرية الشرقية دعم نفسي وأخذ تعهد على والد العروس بعدم تكرار أعمال مماثلة، لافتا إلى شروط الاتجار بالبشر لا تنطبق على حالة فتاة الشرقية.
تفاصيل واقعة زفة الشريفة العفيفة والصلح مع الزوج
ونجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات تداول مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت عنوان (عودة الشرف لبنت الشرقية).
بالفحص تبين قيام أحد الأشخاص مقيم بدائرة مركز شرطة صان الحجر بالشرقية بالزواج من فتاة – مقيمه بدائرة المركز) بتاريخ 17 الجارى وقيامه بتاريخ 18 الجارى بتطليقها وادعائه بأنها ليست بكر .
وبتاريخ 20 الجاري قامت أهلية الفتاة بتوقيع الكشف الطبى عليها وعمل حفل زفاف والسير بالطريق العام على النحو الظاهر بمقطع الفيديو المشار إليه عقب إثبات أنها مازالت بكر.
تم استدعاء والدى الزوج والزوجة وبمواجهتهما أيدا ما جاء بالفحص، وأقرا بالصلح فيما بينهما، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.